قال استشاري أمراض وزراعة الكبد وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير مستشفى الملك فهد بجدة د. عبدالله الغامدي، إن الفيروسات الكبدية هي مجموعة من الفيروسات تسبب التهاب الكبد.
ولفت إلى أن هذه الفيروسات تتسبب في أمراض تُعرف بالتهاب الكبد، وتتراوح شدة هذه الأمراض من حالات خفيفة وعابرة إلى حالات خطيرة ومزمنة تؤثر على صحة الكبد بشكل دائم.
أنواع الفيروسات الكبدية
فيروس التهاب الكبد أ (A)
وأضاف "الغامدي" أن هناك عدة أنواع من الفيروسات الكبدية، وأهمها أولاً فيروس التهاب الكبد أ (A) وينتقل بشكل رئيسي عن طريق تناول المياه أو الأطعمة الملوثة بالفيروس، ويعتبر هذا النوع أقل تأثير على الكبد ونسبة الشفاء التلقائية تصل إلى 100% بإذن الله.
فيروس التهاب الكبد ب (B)
وأكمل: "ثانيها فيروس التهاب الكبد ب (B): وينتقل عن طريق الأدوات الملوثة بدم شخص مصاب بالفيروس وقد ينتقل نادرا عن طريق سوائل الجسم مثل اللعاب والعلاقة بين الزوجين ولا ينتقل بالملامسة والأكل والشرب مع الشخص المصاب".
وأضاف "الغامدي": عادة مناعة الجسم تتخلص من هذا الفيروس بنسبة 95% ويبقي تقريبا 5 إلى 10% يكون الفيروس فيهم مزمن وقد يحدث تليف ومضاعفات في الكبد إذا أهمل، وهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى متابعة في عيادات الجهاز الهضمي والكبد للتأكد من نشاط الفيروس وذلك بعمل تحاليل متخصصة تشمل وظائف وأنزيمات الكبد والفيروس الكمي وبعض الأشعة المتخصصة وبناء على ذلك يتم إعطاء الدواء المناسب حسب نشاط الفيروس".
وأوضح أن جميع الفحوصات والأدوية متوفرة في معظم مستشفيات المملكة العربية السعودية، كما أن هذا الفيروس في تناقص ولله الحمد في وجود برنامج التطعيمات ضد هذا الفيروس والذي بدأ من نهاية الثمانينات الميلادية حيث أصبح يمثل أقل من 1.3% من عدد السكان.
فيروس التهاب الكبد ج (C)
وعن ثالث فيروس فهو التهاب الكبد ج (C)، وقال إنه ينتقل عن طريق الأدوات الملوثة بدم شخص مصاب، وكان مصدر الانتقال قبل عام 1992 م عن طريق نقل الدم ومشتقاته حيث كان الفيروس غير معروف في تلك الفترة ومع وجود التقنيات والفحوصات الحديثة لم يعد ذلك من مصادر انتقال الفيروس.
وأشار: عادة 80% من الذين تعرضوا للفيروس يصبح مزمن وقد يعمل مضاعفات ومشاكل في الكبد إذا أهمل، ويتم الكشف عنه من خلال الفحوصات المتخصصة والتي فيها أنزيمات ووظائف الكبد والفيروس الكمي والأشعة المتخصصة.
وقال الغامدي: "أصبح الفيروس سي ولله الحمد من الفيروسات التي تتعالج في وقت محدد وقياسي بين شهرين إلى 6 أشهر ويتشافى المريض منها شفاءً تام وبنسبة قد تصل إلى 100% وقد وفرت وزارة الصحة برامج مسحية للكشف عنه ومراكز لعلاجه.
وأوضح أن هذا الفيروس أيضا في تناقص فلم تعد نسبته تتجاوز 0.23% من عدد السكان ومن المتوقع القضاء عليه في عام 2030 م حسب رؤية وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية.
فيروس التهاب الكبد د (D)
ورابع الفيروس هو التهاب الكبد د (D) وقال المختص الغامدي أن هذا من الفيروسات التي تصيب الإنسان فقط في وجود الفيروس الكبدي بي والذي يعتمد عليه في تكاثره ويعتبر من الفيروسات النادرة جدا ويمكن التعامل معه بالفحوصات والعلاج في المراكز المتخصصة.
فيروس التهاب الكبد هـ (E)
وخامسها بحسب "الغامدي"، فيروس التهاب الكبد هـ (E) وهو من الفيروسات النادرة في المملكة وعادة يكون في الدول التي تفتقر إلى إجراءات صحية جيدة أو نظام مائي غير نظيف وعادة يصيب الحوامل و الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة وعادة الالتهاب يكون حاد وذاتي الشفاء مثل الفيروس أ.
التهاب الكبد والأطفال
وقالت استشاري طب الأطفال وأمراض الجهاز الهضمي والمناظير د.عهود أبو شريفة، إن فيروسات الكبد تنتقل في الأطفال عادة عن طريق الأم المصابة أثناء فترة الحمل و الولادة أو لاحقاً في الأشخاص الذين هم باحتياج متكرر لنقل الدم أو مشتقاته، وهذا كونه نادر جدًا وهنا تكمن أهمية فحص ما قبل الزواج والمتابعة الدورية للمرأة خلال فترة حملها للكشف خصيصا عن فيروسي الكبد الوبائي ب و ج نظراً لكونهما الأكثر خطورة لخاصيتهم المزمنة وصعوبة علاجهما خصوصا في الأطفال.
وأضافت: "بإمكان المصابة الحامل مناقشة وضعها الصحي مع طبيبها في وضع خطة ولادة ملائمة تقلل فرص انتقال المرض إلى جنينها ومن ثم إعطاء اللقاح والأجسام المضادة لفيروس ب بعد ولادة الجنين مباشرة ومن ثم متابعة الطفل دورياً حتى يثبت عدم الإصابة".