لا تستطيع أقوى شركات التكنولوجيا التوقف عن الحديث على الذكاء الاصطناعي، وعلى وجه الخصوص الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكن أن يساعد في إنشاء النصوص والصور والرموز، لكن شركة "أبل" بصفة خاصة متخلفة عن هذا الركب، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وبعد تقارير أرباح الأسبوع الماضي، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "ألفا بت"، سوندار بيتشاي، وفريق الذكاء الاصطناعي لديه عن الأمر بنحو 66 مرة، بينما تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا عن الذكاء 47 مرة، بينما تحدث الرئيس التنفيذي لـ"ميتا" مارك زوكربيرج عن الأمر 42 مرة، وفقًا لتحليل من شبكة سي إن بي سي، للنصوص.
وتأتي شركة "أبل"، في ذيل هذه الشركات، إذ بالكاد تتحدث عن الذكاء الاصطناعي، ولا يتوقع سماع الكثير عن الذكاء، خلال الإعلان عن أرباح الشركة خلال الوقت القادم، حيث يتناقض نهج "أبل" مع التكنولوجيا الجديدة بشكل حاد مع منافسيها، مما يؤجج الإثارة ويرفع التوقعات في كل فرصة يحصلون عليها.
وخلال حديثها عن أرباحها في مايو، تحدث الرئيس التنفيذي تيم كوك، عن الذكاء الاصطناعي مرتين فقط، وكان ذلك ردًا على سؤال. خلال حدث إطلاق برنامج أبل لمدة ساعتين في يونيو، لم تأتي عبارة مطلقًا تتحدث عن الذكاء، على الرغم من إعلانها عن العديد من الميزات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
يستخدم المسؤولون التنفيذيون في آبل بدلاً من ذلك عبارة "التعلم الآلي"، وهي أكثر شيوعًا بين الأكاديميين. ويفضل مديرو آبل أيضًا التحدث عما تفعله برامجهم للمستخدمين، مثل تنظيم الصور أو تحسين الكتابة أو ملء ملفات من نوع بي دي إف PDF.
يمثل نهج آبل للذكاء الاصطناعي كمكون أساسي، بدلاً من مستقبل الحوسبة طريقة لتقديم التكنولوجيا للمستهلكين. ولا تميل الشركة إلى الحديث كثيرًا عن الذكاء الاصطناعي، كما تفعل بعض الشركات الأخرى لأنها لا تحتاج إلى ذلك.
على الجانب الآخر، تحتشد شركات مايكروسوفت وجوجل وميتا، حول الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن المستقبل وراءه غامض بعض الشيء.
وتُظهر نظرة فاحصة على بيانات الشركات وإعلانات الأرباح، اندفاع عارم لدى مايكروسوفت وجوجل وميتا، لبيع منتجات الذكاء الاصطناعي، رغم أنه، لا يزال من غير الواضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير المنتجات ومتى يمكن أن يعزز الميزانيات، في ضوء تقرير اقتصادي نشرته شبكة بي بي سي البريطانية، يتحدث عن أن الذكاء الاصطناعي لم يترجم بشكل واضح في الإحصاءات الاقتصادية من حيث الإنتاجية.
وأعلنت جوجل، على سبيل المثال، عن خططها لتجديد محرك البحث الخاص بها باستخدام نموذج للذكاء AI يسمى "سيرش جينيرايتف إكسبرينس" Search Generative Experience.
أما أكبر مبادرة جديدة لشركة مايكروسوفت فهي عملها على اشتراك المستخدمين في خدمة "كوبايلوت" Copilot بقيمة 30 دولارًا شهريًا، لإتاحة دمج نص أو رمز تم إنشاؤه من برنامج شات جي بي تي ChatGPT الخاص بشريكتها، شركة "أوبن إيه آي" في عمل تطبيقات وورد وباور بوينت وتطبيقات أخرى.
وكان أحدث استثمار لشركة ميتا، هو إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي، عبر نموذجها اللغوي الكبير الذي تسميه LLaMA، والذي يمكن أن يدعم أنواعًا جديدة من روبوتات الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي أو إنشاء إعلانات عبر الإنترنت تلقائيًا.
في الوقت نفسه، لا تزال شركة آبل تجني الجزء الأكبر من أرباحها من أجهزة آيفون، التي حققت 51.3 مليار دولار من إيراداتها البالغة 94.84 مليار دولار خلال الربع الثاني من السنة المالية للشركة.
إلى جانب ذلك، أشارت شركات التكنولوجيا الضخمة، في وقت سابق خلال إعلانات الأرباح، إلى أن طرح منتجات الذكاء الاصطناعي قد يستغرق بعض الوقت.
وفي حالة مايكروسوفت، خفف الشركة من توقعات المستثمرين بشأن كوبيلوت، مشيرة إلى أن النمو سيستغرق وقتًا، وقالت رئيسة الشؤون المالية بمايكروسوفت، آمي هود: إن طرحها سيكون "تدريجيًا"، حيث قد يستغرق الأمر حتى العام المقبل، وربما في النصف الثاني من السنة المالية المقبلة 2024.