- بعد أن كان المشجع الهلالي الأكثر صمتاً في الوقت الذي تستعد فيه الأندية بمعسكراتها لموسمها الجديد، ويترك الشد والجذب وقلق التعاقدات، والخوف من ضيق ذات اليد لغيرهم، ممن لوقتٍ قريب لايثقوا بمن يدير دفة كرة القدم بأروقتهم، مع خشيتهم حتى من دعم أعضاء شرفهم المشروط عند بعضهم بالتحكم بمفاصل الفريق، فيتحول الدعم بما يشبه الابتزاز الرياضي الذي يضع رئيساً ويُقيل آخر، ويضم لاعباً للتشكيل ويبيع آخر، وهلم جراً من أحداث كانت تمر بها أندية حتى على مستوى العالم والهلال لايعرف من ذلك شيئاً، في بيته المعمور بثقافة الحب الأزرق، ورقي التعامل مع الجميع، وفن التصريح، وذوق التلميح، وفهم المنظومة، وحسن التعامل معها، مع إجادة لفن اللعبة من خلال كوادر تحسدهم عليها منتخبات، وليس مجرد أندية.
- لكن من يلاحظ الوضع الهلالي هذه الأيام يستغرب حد الدهشة، ويقلق لحد الخوف، ويحتار حد الصدمة، فالوضع مربك، وغريب، وعجيب، ومثير، ويدعو لعدم السكوت، والخروج من عباءة الصمت، ويدعو للسؤال والتساؤل عبر كل المنصات المتاحة (أين الهلال من خارطة الرياضة السعودية الحديثة التي كان أحد الأركان التي اعتمدت عليها المنظومة الرياضية بالبلد لتصبح بهذا الشكل المالي الذي جعل دورينا الخامس عالمياً ؟؟؟) لكن أين الهلال؟.
- نعم أين الهلال الآن وما موقع إعرابه بين كومة هذا الدعم السخي وهؤلاء النجوم الذين عجّت بهم قوائم الأندية الكبيرة، من فئات نجوم كان الحلم أن نراهم بدول قريبة، في مباريات ودية، لنمني النفس بجواز سفر وتذكرتي طيران ومباراة، لنراهم على الطبيعة، وبين عشية وضحاها ووفق رؤية سديدة ومباركة صاروا بين ظهرانينا نراهم رأي العين يلعبون لأجلنا.
لكن أين الهلال ..؟
- بدأت هذه الموجة الرياضية الكبرى على مستوى الخليج، بل على مستوى العالم منذ استقطاب الظاهرة كرستيانو العام المنصرم، وقت توقف الهلال بقرار عن التسجيل وأعقبتها الأحداث بالإعلان أن ميسي بانتظار فترة التوقف ليكن هلالياً، وانقضت الفترة ورحل ميسي لأمريكا والهلال مازال متردد في (يانج و كاريو) يجدد لهما أم يستغني، فترنحت المفاوضات شرقاً وغرباً ومازال المعيوف الحارس الأفضل سعودياً المواسم الماضية بين الخشبات حامياً لعرين الأسود وكأنه لايكبر عمراً ولايثقل عظماً، مع تقدم السنين.
- مرت الأشهر وكأنها أيام ومازال الشهراني ببرقع الإصابة ظهيرهم الأيسر الوحيد، ومازال سالم أمامه أساسياً بعقلية أنا أفضل لاعب سعودي، وليس في البلد مثل هالولد، مرت ويبدو ستنتهي فترة التسجيلات ومازالوا يتشاورون حول امبابي وذكريات ميسي، والحفاظ على كاريو وموسى، وإعطاء فرصة للمحليين لاستعادة مستوياتهم على مهل، في وقت أشعل المنافسون دكتهم بالنجوم، وهم لم يستطيعوا حتى الحسم مع تمبكتي وكأنهم يفاوضوا والد ميسي على أن يحرق عقد دولارات الفريق الأمريكي فيعود لهم لنشهد بأن النجاح مازال ملازماً للأبد لإدارة أشبعها الوليد دعما.
- لا أحد إلى الآن ـ وأتحدى أن يعلم أحد بتأكيدات ـ أين مكمن الخلل، في الإدارة العليا للنادي؟ أم بمسؤولي الفريق؟ أم بالمفاوضين؟ أم بالدعم أم بتعنت اللاعبين الذين فاوضوهم؟ لكن ما أنا متأكد منه أن الهلال بحاجة لسامي الجابر ليعمل بشكل (إداري، فني) تحت إدارة اقتصادية بحتة، وحينها سيعود الهلال، ولن يسأل أحدنا عن اتجاهات بوصلته، لأنها تعرف وجهتها المتعارف عليها بالمنصات.
توقيعي/
مؤلم حينما ندرك متأخرين، أن النقطة التي كنا نخشاها، ونتحاشاها، هي بمثابة السطر الأول، الذي سيكتب لنا الحياة من جديد، بثوبٍ أبيضٍ سعيد.