للتزوير حكايات وتاريخ، وعندما تتحدث عنها بعض المجتمعات الفنية فهذا يعني انتعاشًا في أسواقها وزيادة في المقتنين أو المستثمرين، وزيادة أو مبالغة في أسعار بعض الأعمال الفنية.
في جلستين مختلفتين للمكان والأشخاص، كان النقاش والحوار عن التزوير، بل وبعث لي أحد الأصدقاء صورة لوحة يستفسر عما إذا كانت من أعمال أحد الفنانين ومرفقة بصورة واضحة من التوقيع، طبعًا هذا يعني أننا أمام إشكالية جديدة قد تغزو ساحتنا مع وجود أسماء كبيرة وأسعار قد تكون مرتفعة نسبيًّا، وسباق في اقتناء أعمال بعضها.
عندما سرقت أعمال الرواد من متحف إحدى الدول العربية استغل بعض المزوّرين ذلك الحدث ليُعيدوا رسم بعض الأعمال ويسعوا إلى بيعها كأعمال أصلية.
ربما كانت بعض الخبرات تقف بالمرصاد لمثل تلك التصرفات، لكن ربما يكون قد تم بيع ما يمكن من الأعمال.
بعض مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أحيانًا بعض المقارنات بين بعض الأعمال الأصلية والمزورة، وتباع في بعض البلدان أعمال يدّعى أنها أعمال أصلية، والحقيقة أن الإشكالية كبيرة، ففي ساحة فنية كمصر فيها من الرواد والأسماء الهامة الكثير لم تخلُ بعض أعمال الفنانين الرواد من التزوير، وقد تباع وتقتنى كأصلية، وقد حدثني أحد الإخوة أن أحد المقتنين اشترى عملَين متماثلَين مجبرًا بعد اكتشافه أن العمل الذي اشتراه أولًا كان مزوّرًا.
قد نستطيع اكتشاف بعض الأعمال المزورة لكن حداثة الأعمال ربما تسهم في إمكانية التقليد أو التزوير.
أحيانًا أجد أعمال بعض المتأثرين بأعمال زملائهم متشابهة أو حتى متطابقة في الأداء الفني والمفردات وقد يشكل علينا اكتشاف ذلك من الوهلة الأولى إلا بعد التدقيق وقبله قراءة الاسم.
أرى أننا بحاجة لأن نعمل على حفظ أعمالنا الفنية من خلال توثيقها مع أهمية أن يتم التأسيس لجهات معنية بهذا الشأن وأن تكون المتاحف مقرًّا وجهة حافظة وموثقة ودراسة لأعمال الفنانين وتقنياتهم، وما يحفظ التاريخ والأعمال الفنية.
إن أعمال كثير من المشاهير لم تسلم من التزوير، كما حدث لأحد أعمال فان جوخ أو دافنشي أو فيرمر أو غيرهم كثير.
أحد المزوّرين الذين اكتشف أمرهم قال إنه يستطيع تقليد أعمال أكثر من خمسين فنانا شهيرًا، وقد قام بالفعل بتزوير كثير من الأعمال، واكتشاف التزوير قد يخضع لإجراءات أهمها الفحص بالأشعة، خلاف الاستعانة بالخبراء والمؤرخين، وموضوع التزوير فيه الكثير من الإثارة والحكايات والقصص.
[email protected]