بدأت الحياة تدب من جديد خلال السنتين الأخيرتين في شجر الأرطى بشكل ملحوظ، مودعًا جفافه بعد انتعاش الغطاء النباتي في حمى محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية، نظرًأ إلى جهود الحماية الشاملة التي يبذلها مسؤولو المحمية في مكافحة الرعي الجائر والاحتساب، ما أثمر عن تحسن واضح في الغطاء النباتي بالمحمية والكثير من الأشجار النادرة التي من بينها شجر الأرطى، بالإضافة إلى ما فاض به الموسم المطري من خير تجلى أثره في طبيعة الغطاء النباتي وتنوعه.
وتحتضن المحمية بمساحتها الشاسعة التي تزيد على 91،500 كيلومترًا مربعًا، وتقع أجزاء واسعة من النفود الكبير والدهناء -منابت شجر الأرطى -في نطاقها.
وشجر "الأرطى"من النباتات الصحراوية الرعوية المعمرة ومن أهم ركائز الغطاء النباتي في صحراء الجزيرة العربية، التي تساعد على توفير الغطاء النباتي في مناطق الكثبان الرملية لتحقيق التوازن البيئي.
شجر شامل المنافع
يتزين شجر "الأرطى" بأزهاره الصفراء والحمراء الموسمية، وتتحمل الظروف المناخية الصعبة، ويصل ارتفاعه نحو 3 أمتار.
و"الأرطى" من الأشجار التي تحدث عنها العرب كثيرًا لأهميتها في حياتهم، واقترن ذكره في غالب الأحيان بذكر الظباء والوضيحي، فهي تألفه وتعيش فيه، وتشرب من عروقه كثيرة العصارة، وفي الشتاء تستدفئ فيه.
ويُستخدم شجر "الأرطى" في الكثير من الاستعمالات، ويُطلق عليه "شامل المنافع"، منها دباغة الجلود المستعملة للماء واللبن، إذ تبقى نكهة الأرطى في الماء أو اللبن، وهي نكهة مستحبة، كما تستخدم كملونات صبغية، وكذلك الاستخدمات الطبية.