يعد الدولار الأمريكي أحد الأصول القليلة التي انخفضت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، حيث تراجع بنسبة 10٪ منذ سبتمبر 2022 وحتى الآن، بعد ارتفاعه السابق، وذلك في وقت يحذر فيه المحللون من أنه قد تكون الفترة المقبلة أكثر كآبة بالنسبة للدولار، وفق ماذكرت شبكة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية.
يرى محللون أن سبب التشاؤم حول إمكانية تراجع الدولار، يعود إلى اتجاه متوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في الشهور المقبلة بإنهاء حملة رفع أسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قيمة العملة مقابل سلة من ست عملات أخرى، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني، بنسبة 3٪ منذ بداية العام وحتى تاريخه و10٪ منذ سبتمبر.
بعد أن كان الدولار واحد من الفائزين القلائل في عام 2022 إبان الحرب الأوكرانية وارتفاع معدلات الفائدة الكبيرة التي تصب في صالح الدولار، تراجعت العملة الأمريكية لمستوى مقلق خاصة في ضوء تحركات الاحتياطي الفيدرالي.
كما تأثر الدولار بالأسهم هذا العام، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 القياسي بنسبة 19٪ وقفز مؤشر ناسداك المركب الثقيل بنسبة 35٪. ويبدو أن المعاناة ستستمر بالنسبة للعملة التي تراجعت مرة أخرى بعدما أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن تحول في سياساته الأسبوع الماضي.
وقال رئيس البنك، جيروم بأول، إن البنك المركزي سيبدأ في اتباع "نهج يعتمد على البيانات" لرفع أسعار الفائدة، مع تباطؤ التضخم بسرعة واستقرار سوق الوظائف. ورفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة ربع نقطة، كما توقع كثير من المحللين.
ووفقًا لأداة "فيد ووتش" Fedwatch الخاصة بمجموعة "سي إم إي جروب"، يعتقد غالبية المتداولين أن الاحتياطي رفع تكاليف الاقتراض للمرة الأخيرة في هذه الدورة يوم الأربعاء الماضي، عندما صعدت أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
وعندما تتوقف أسعار الفائدة عن الارتفاع، يصبح الدولار أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب الباحثين عن عوائد أعلى، مما يعني أنه من المرجح أن تضعف العملة مقابل العملات الأخرى.
قال المحللون إن الرقم الرئيسي الذي يجب على تجار العملات مراقبته في المستقبل سيكون القراءة التضخمية الشهرية. وانخفض معدل ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل حاد إلى 3٪ فقط في الأشهر الأخيرة.
ويقول محللون أنه إذا استمر هذا التباطؤ؛ فمن المرجح أن يستمر الدولار في الانزلاق هبوطًا، ولكن أي تصعيد في التضخم، قد يشجع بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة، مما قد يوفر بعض الدعم للعملة.
حول ذلك، علق جون هاردي رئيس التعاملات والصرف الأجنبي في شركة "ساكسو" بقوله: "تصريحات باول تعتبر نذير خطر للدولار، مع توقع استمرار تراجع التضخم".