درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف تتسبب ببعض المشاكل الصحية التي يمكن الوقاية منها متى ما كان هناك وعي بذلك؛ حيث إن حرارة الجسم تتفاعل مع حرارة البيئة المحيطة بما يُعرف بدرجة الحرارة الطبيعية التي تعبر عن حرارة الجسم الداخلية، وفي تغيّر الأجواء يتكيّف الجسد مع ذلك من خلال تنظيم الحرارة الداخلي للحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية وهي 98.6 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية) تقريبا، ويتفاعل الجسم في الطقس الحار بالتبريد من خلال التعرق، ولكن عند زيادة المجهود العضلي، كما في ممارسة التمارين الشاقة أو المشي في جو حار أو رطب فستتضاءل قدرة الجسد على تبريد نفسه بفاعلية؛ ما يتسبب بالشعور بالهبوط والإعياء والتشنج في العضلات، وهي أخف أشكال الأمراض المتعلقة بالحرارة، كذلك يفقد الجسم بعض المعادن نتيجة التعرق، والذي يعتبر وسيلة طبيعية لخفض درجة حرارة الجسم للحفاظ عليها ثابتة لهذا قد يشتكي المرء من أعراض مثل الدوار والإنهاك ونقص الطاقة، والتعب العام والرغبة في النوم وضعف التركيز، وتلك مؤشرات بأن الجسد يحتاج للأغذية المناسبة لتعويض ما فقده من معادن وسوائل من أهمها المغنيسيوم والبوتاسيوم، وشرب الماء، والإكثار من الخضار والفواكه الموسمية التي تكثر في فصل الصيف، والتي تسهم في تعويض فقدان المعادن والسوائل من الجسم نتيجة التعرق، ومن أهمها البطيخ (الأحمر والأصفر)، والتوت، والخوخ والعنب، فجميعها تحتوي على مضادات أكسدة ومعادن أساسية ونسبة عالية جدا من السوائل. كما ينصح أيضا بالإكثار من السلطات في فصل الصيف لاحتوائها على الألياف، مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ووضع الطعام في أماكن غير مبردة، قد يتسبب ذلك في التسمم الغذائي. لهذا من المهم معرفة الطرق الملائمة لحفظ الأطعمة وتخزينها بسرعة إدخال المتبقي من الطعام إلى الثلاجة أو تجميده خلال ساعتين بعد اكتمال عملية
الطبخ لإبقاء درجة حرارة الغذاء تحت 5 درجات مئوية أو أعلى من 63 درجة مئوية؛ لأن ذلك يبطئ نمو البكتيريا أو يوقفها تماما، درجات الحرارة المرتفعة لا تسهم في إنقاص الوزن كما يعتقد البعض بسبب نقص السوائل، بينما شرب كميات كافية من الماء خلال فصل الصيف يساهم في إنزال الوزن، وعدم تعويض السوائل بالقدر الكافي من الماء سيعيق عملية إنزال الوزن بشكل كبير، النظام الغذائي خلال فصل الصيف عامل مهم جدا في إنزال الوزن، فالحرص على اختيار الأطعمة المناسبة وبالكميات المناسبة يساهم في إنقاص الوزن، وهناك بعض المفاهيم الخاطئة المنتشرة في هذا السياق مثل كثرة تناول الفاكهة الموسمية التي تكثر خلال فصل الصيف والتي تعرف بأنها خيار صحي وتسهم في تعويض الجفاف، ولكن في حال تم تناولها بكميات أكثر من اللازم قد تتسبب بحدوث زيادة في الوزن، لذلك فإن النظام الغذائي يجب أن يكون الطعام متوازنا مع مراعاة أن يكون صحيا ويحتوي على السعرات الحرارية المناسبة لكل شخص، وبالإمكان الاستمرار في ممارسة الرياضة في أجواء غير حارة مع الاهتمام بشرب السوائل في فصل الصيف سواء أكان بمزاولة الأنشطة الحركية كالمشي لمسافات طويلة في السفر أو ممارسة السباحة أو الدخول في الأندية الرياضية، فصل الصيف هو فرصة لتعويض فيتامين د بالتعرض لأشعة الشمس باعتدال والاستمتاع بالرياضة المائية، استخدام واقي الشمس من الضرورة خصوصًا للبشرة الفاتحة والأطفال لتجنيبهم تبعات التسلخات التي تحصل نتيجة ارتفاع الحرارة، وكما عاش أجدادنا في حرارة مرتفعة فنحن كذلك، لكن مع تذكر الاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومراعاة المسببات فليس كل إنهاك يحتاج لفحوصات طبية.