عندما طرح الملك عبدالله بن عبدالعزيز فكرته الرائدة حول تطبيق أبعاد الحوار بين ثقافات شعوب العالم، فإنه أراد بهذا الطرح الذكي - يرحمه الله - تقريب وجهات النظر بين مختلف تلك الثقافات، واحتواء الخلافات الهامشية التي يمكن تلافيها وصولًا إلى تحقيق أهداف وغايات السلام بين شعوب العالم، والارتقاء بعوامل التنمية الشاملة بين كافة الدول، وتقليص فرص ظهور الإرهاب بكل أشكاله وأهدافه الشريرة داخل المجتمعات البشرية التوّاقة للوصول إلى أقصى درجات الأمن والأمان والرفاهية، وتحقيق أبعاد العيش الكريم لكل فرد من أفرادها، ولا تزال تلك الفكرة النيّرة قائمة في ظل عهدنا الزاهر الحاضر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - يحفظهما الله -.
هو طرح صائب تتناغم أبعاده مع كل الخطوات الحثيثة حول التنمية الشاملة تحقيقًا لبنود رؤية المملكة 2030 وقطع مسافات أبعد حول علاقات المملكة مع سائر دول العالم المحبة للعدل والحرية والسلام، فالحوار بين الثقافات من هذا المنطلق تحديدًا سوف يؤدي إلى تضييق فجوات الخلافات القائمة حول العديد من المسائل الحياتية التي تهم كافة المجتمعات البشرية في كل مكان، وسوف يؤدي في ذات الوقت إلى تقريب وجهات النظر حول تلك المسائل وصولًا الى إشاعة السلام الدائم والعادل بين كافة الشعوب والأمم، وترسيخ أبعاد الأمن بكل صوره وأشكاله وأهدافه الحيوية التي تصب كلها في روافد إنقاذ البشرية من ويلات وشرور الخروج عن القوانين، والزج بها في أحضان الإرهاب بكل مسمياته الشيطانية المدمرة.