على مدى عقود، كان على رؤساء الولايات المتحدة أن يتعاملوا مع موضوع شديد الحساسية يُعرف بسياسة "الصين الواحدة"، فما هي سياسة "الصين الواحدة"؟
هي اعتراف دبلوماسي بموقف الصين بأن هناك حكومة صينية واحدة فقط، بموجب هذه السياسة، تعترف الولايات المتحدة ولديها علاقات رسمية مع الصين بدلًا من جزيرة تايوان، التي تعدها الصين مقاطعة انفصالية سيجري توحيدها مع البر الرئيسي يومًا ما.
علاقة قوية غير رسمية
تعد سياسة الصين الواحدة حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية الأمريكية، كما أنها حجر الأساس في صنع السياسة والدبلوماسية الصينية، ومع ذلك، فهو يختلف عن مبدأ "الصين الواحدة"، إذ تصر الصين على أن تايوان جزء لا يتجزأ من صين واحدة سيجري توحيدها يوما ما.
وتحافظ واشنطن على علاقة قوية غير رسمية مع تايوان، بما في ذلك استمرار مبيعات الأسلحة إلى الجزيرة.
على الرغم من أن حكومة تايوان تدعي أنها دولة مستقلة، فإن أي دولة تريد علاقات دبلوماسية مع الصين يجب أن تقطع العلاقات الرسمية مع تايبيه، ما أدى إلى عزل تايوان الدبلوماسي عن المجتمع الدولي.
13 #طائرة حربية #صينية عبرت الخط الفاصل لـ #مضيق_تايوان https://t.co/RRSfo0TRkB#صحيفة_اليوم pic.twitter.com/MF2xMdWKJX— صحيفة اليوم (@alyaum) August 13, 2022
نهاية الحرب الأهلية الصينية
يمكن إرجاع هذه السياسة إلى عام 1949 ونهاية الحرب الأهلية الصينية، فقد تراجع القوميون المهزومون، المعروفون أيضًا باسم الكومينتانغ، إلى تايوان وجعلوها مقرًا للحكومة، بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية، وقال الجانبان إنهما يمثلان الصين كلها.
منذ ذلك الحين، هدد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باستخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها رسميًا، لكنها اتبعت أيضًا مسارًا دبلوماسيًا أكثر ليونة مع الجزيرة في السنوات الأخيرة.
تحول الرياح الدبلوماسية
في البداية، اعترفت العديد من الحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، بتايوان لأنها ابتعدت عن الصين الشيوعية، لكن الرياح الدبلوماسية تحولت، إذ رأت الصين والولايات المتحدة حاجة متبادلة لتطوير العلاقات ابتداء من السبعينيات، فقطعت الولايات المتحدة ودول أخرى العلاقات مع تايبيه لصالح بكين.
ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يحتفظون بعلاقات غير رسمية مع تايوان من خلال المكاتب التجارية أو المعاهد الثقافية، ولا تزال الولايات المتحدة أهم حليف أمني لتايوان.
بداية العلاقات الدبلوماسية الرسمية
بعد سنوات من الدفء في العلاقات، أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع بكين في عام 1979 في عهد الرئيس جيمي كارتر، ونتيجة لذلك، اضطرت الولايات المتحدة إلى قطع العلاقات مع تايوان، وأغلقت سفارتها في تايبيه.
لكن في العام نفسه، أقرت أيضًا قانون العلاقات مع تايوان، الذي يضمن دعم الجزيرة بشكل حاسم، ينص هذا الفعل على أنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وهذا هو السبب في استمرار الولايات المتحدة في بيع الأسلحة إلى تايوان.
وقالت الولايات المتحدة أيضًا إنها تصر على الحل السلمي للخلافات بين الجانبين، وتشجع الجانبين على مواصلة "الحوار البناء".
كما تحتفظ بوجود غير رسمي في تايبيه عبر المعهد الأمريكي في تايوان، وهي شركة خاصة تمارس من خلالها أنشطة دبلوماسية.