من يسافر خارج وطنه هو سفير لوطنه، فلن يعرفه أصحاب البلد باسمه واسم عائلته، بل سيعرفونه باسم وطنه، ولذلك فواجب المسافر أن يسعى لرفع اسم الوطن بالمحافظة على الرقي في كل جانب من جوانب سلوكه.
المشاهد مع شديد الأسف أن البعض يرتضي الدون، فلا يكون سفيراً للوطن، بل سفيهاً من السفهاء، يقدم أسوأ صورة لوطنه وعقيدته وقيمه، ويظهر أن سبب ذلك عقدة نقص متأصلة في النفس أو شخصية مزدوجة، بحيث يكون في بلده بشخصيتين، واحدة ظاهرة وواحدة مخفية، خوفاً من النظام أو خوفاً من الرقابة الاجتماعية، فإذا خرج خارج البلد ظهرت الشخصية المخفية التي تحمل الأسوأ والأكثر سفاهة وانحرافا.
من الأمثلة على هذه الشخصية السفيهة، ما تنقله لنا مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام من مشاهد لشباب يعبثون بسياراتهم في الخارج، بصورة لا تليق، هي محل احتقارنا قبل احتقار أهل البلد الذي ذهبوا إليه، ومن المؤلم أنهم يضعون بكل بجاحة لوحات سياراتنا ويلبسون ملابسنا التي تمثل رجالاً كانوا أنموذجاً للمكارم.
ومثل هذا الفعل أفعال أخرى لا تقل عنها سوءاً، كالاستعراض بالسيارات الفارهة، وقيام بعض النساء بالتباهي بما يلبسنه من ذهب أو ما تحمله من ماركات عالمية، فهي دليل على أن المُستعرض أو المُستعرضة لا يملكان غير ما استعرضا به.
أيضاً من نماذج السفاهة الغياب عن الأماكن المفيدة في البلدان التي يزورها وتتميز بها، والتردد على الأماكن المشبوهة، ثم بعد ذلك الصراخ مما تعرضوا له، ولا أدري ماذا يظن من يتردد على مثل هذه الأماكن، هل يعتقد أنه سيجد غير النصابين والمجرمين؟!
ما المطلوب إذن؟
المطلوب أولاً التوعية قبل السفر من خلال المؤسسات التعليمية والإعلامية، والتشنيع على المشاهد غير اللائقة، سواء بالتعليق من خلال الكتابة أو في مواقع التواصل الاجتماعي أو عند عودة المسافر، وعدم إعطائه الفرصة ليتفاخر بمثل هذه الأفعال القبيحة.
كما أتمنى أن تتم محاسبة مَن يُعرف من هؤلاء السفهاء عند عودته للوطن، فالقضية ليست شخصية، بل هي سمعة وطن بُذل ويُبذل من أجله الكثير.