«ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»..
جريمة الاتجار بالأشخاص جريمة غاية في البشاعة، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، يمس الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين يقعون فريسة في أيدي المجرمين المتاجرين في كل بلد في العالم، بغض النظر عمن يكون هؤلاء، هل هم من المواطنين أو المقيمين في ذلك البلد.
الحمد لله نحن في نعمة نحسد عليها، ديننا وشريعتنا تفرض علينا، بل تحرم الاتجار بالبشر، هذا السلوك السلبي الذي غزا العالم كله.
قيادتنا حفظها الله، تحرص كل الحرص على كرامة الإنسان الذي كرمه الله جلت قدرته، تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ويتجرأ وينغمس في مثل هذه الأعمال التي لا يقرها شرع ولا ملة.
نيابة مستقلة ودوائر قضائية للنظر في الدعاوى، ودعم الضحايا، وبناء القدرات وإنشاء قاعدة بيانات، أضف إلى ذلك استقبال البلاغات عبر خطوط ساخنة وتطبيقات إلكترونية.
جهود جبارة قامت بها الدولة وتقوم بها في مكافحة الاتجار بالبشر في هذا الوطن، التوعية ضرورية لكل أفراد المجتمع حتى لا يقع فرد في مستنقع بشاعتها، حيث يجبرون وتفرض القوة عليهم من أجل استخدامهم لغايات تجارية وغير أخلاقية بصرف النظر عن العمر، أو الجنس، أو الدين، أو العرق.
وللمتاجرين بالبشر أساليب مختلفة للوصول للهدف، العنف مثلا والتلاعب والوعود الكاذبة، واستغلال ظروف البعض الصعبة التي يمرون بها.
فالاستغلال بأنواعه في العمل، والإكراه على كل عمل غير أخلاقي يضر بالغير، واستخدام مبدأ السخرة والاستعباد مع بعض الفئات فإن ذلك يعني إجبار هذه الفئات على العمل ساعات طويلة مقابل أجر زهيد في حين أن هؤلاء التجار يحصلون على أموال طائلة من تعب العمال وجهدهم، وقد تكون المخدرات هي نقطة الضعف وأنواع أخرى من الاستغلال.
أو النظر إليهم ومعاملتهم كعبيد كما يحدث في بعض دول العالم، طريقة مشروعة لسداد الديون، والمتاجرة بالأطفال للسبب نفسه تعد أمرا مقبولا.
ناهيك عن مبدأ الجاهلية، القائم على استعباد بعض الفئات في المجتمع ما زال موجودا في بعض البلدان على الرغم من أن كل هذه الممارسات يجب أن تدرج تحت ما يسمى (الاتجار بالبشر) ويعاقب عليها القانون أشد العقوبات.
ما ذكرته سابقا من أسباب المتاجرة بالبشر، أما السبب الرئيس للمتاجرين فهي الأرباح الهائلة التي يحصلون عليها من الاتجار بالبشر.
في الدول الأخرى في العالم تهريب المهاجرين الذين يريدون مغادرة بلدانهم هربا من الفقر والنزاعات والأزمات، أو سعيا ببساطة لحياة أفضل. وفي الغالب ويا للأسف يتعرضون للمخاطر، ومن يتاجر لا يرى ولا يسمع همه الوحيد الكسب فقط.
نشكر الله سبحانه وتعالى ونحمده، وندعو ونكرر الشكر لقيادتنا ولوطن الأمن والأمان.
[email protected]