على الرغم من الهجوم الشرس الذي تقوده دول الغرب ضد دول الشرق الأوسط المحافظة على دينها، قيمها الأخلاقية، وعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وعلى الرغم من تسخيرها للإعلام للترويج لنفسها على أنها أكبر الداعمين لحريات البشر وحقوق المرأة ولنقل صورة مشوهة عن الحريات في الشرق الأوسط وبالأخص حرية المرأة، إلا أن الواقع يرينا الكثير من التناقضات بين الخطاب والسلوك.
فبينما يدعي الغرب دعمهم لحريات البشر قاطبة لدرجة اعترافهم بحقوق متحولي الجنس، المثليين ومشتهي الأطفال، وبينما ينتقدون دول الشرق الأوسط ويتهمونها بقمع الحريات والديكتاتورية إلا أنهم يستنكرون على المسلمين تمسكهم بدينهم ويمنعون المسلمات من الاحتشام وارتداء الحجاب طواعية.
ودائما ما تتدخل الدول الغربية في شؤون الدول الشرقية والإسلامية بحجة حماية حقوق الإنسان وحقوق المرأة. ومع ذلك، يثير هذا التدخل تساؤلات حول دوافعهم الحقيقية تجاه المجتمعات المعنية.
من الملاحظ أيضا انتقاء الإعلام الغربي للأحداث والقضايا التي تخدم مخططاته والتي يتم تناولها بشكل مشوه، مما يؤدي إلى تعزيز تكوين صورة سلبية عن حالة حقوق الإنسان والمرأة، إضافة لتجاهل التطورات الإيجابية التي تحدث في المنطقة.
كان للربيع العربي واندلاع الثورات في الشرق الأوسط والتي سعى لها الغرب دور كبير في زعزعة أمن واستقرار الدول. وقد ساهم ذلك الهجوم الإعلامي أيضا وتلك الانتقادات ومحاولات ترسيخ فكرة الحريات المقموعة واستغلال المرأة وحرمانها من حقوقها في زعزعة استقرار المجتمعات العربية أكثر. فظهرت لدينا حالات ارتداد البعض عن الدين الإسلامي، متحولين جنسيا، زواج مثليين، وهروب الكثير من المراهقات للبلدان الغربية بعيدا عن أهاليهن ليعشن حياة بدون قيود أو وازع ديني أو أخلاقي. وكانت نتيجة تلك السياسات والخطط الممنهجة هجرة الكثير من مواطني دول الشرق الأوسط للغرب رغبة في الاستقرار وطمعا في حياة أفضل.
لقد عانت المجتمعات الغربية من الكثير من المشاكل الاجتماعية كعدم الإقبال على الزواج، تفكك الأسرة والسماح للمراهقين بتكوين علاقات في سن صغيرة، وما يترتب عليه من حمل القاصرات وإنجابهن لأطفال، إما يقمن برميهم في حاويات القمامة أو إرسالهم للتبني والكثير من المشاكل الأخرى. لكن ما يحدث الآن في الدول الغربية من فرض قوانين مخالفة للطبيعة وللفطرة البشرية السليمة التي خلقنا الله عليها جعل مواطني دول الغرب يخرجون عن صمتهم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي معترضين على سياسات أوطانهم ومعارضين لتلك القوانين.
ومن غير المستبعد إمكانية حدوث هجرة معاكسة وهي هجرة الغربيين لبلاد الشرق هروبا من قوانين أوطانهم التي خلطت الحابل بالنابل وأثارت جدلا واسعا والكثير من الفوضى حيث سمحت بتحويل الجنس بدون حاجة فعلية فأصبحت ذكورهم إناثا وإناثهم ذكورا، وسمحت بزواج مثليي الجنس وبزواج البشر من حيوانات، وسمحت للأطفال بتقرير مصيرهم فيما إذا رغبوا بالخضوع لعمليات تحويل الجنس في سن مبكرة، وربما ستعترف في القريب العاجل بحقوق مشتهي الأطفال!!
قال الله تعالى: «إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس..» صدق الله العظيم.. فيوم لنا ويوم علينا.