حددت دراسة اقتصادية 3 شروط لتحقيق الهند حيادية الكربون، يتمثل الأول في الابتعاد عن محطات الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري، والثاني: إزالة الكربون من قطاع النقل، إضافة إلى أن شبكة الكهرباء قائمة على الطاقة المتجددة يعد أمرا محدودا بسبب التقدم التكنولوجي الحالي، فيما يعتبر دور احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه أكثر أهمية للتنمية المستدامة في الهند.
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية: إن الفحم يمثل نحو 45 % من استهلاك الطاقة في الهند، بينما يمثل النفط الخام نحو 31 %، في حين تمثل الكهرباء من المصادر المائية والنووية والمتجددة 15 %، بينما يمثل الغاظ الطبيعي 8 %، في حين يمثل الفحم البني نسبة 1 %، وذلك حسب هيئة الكهرباء المركزية الهندية.
نمو مطرد في استهلاك الطاقة
أضافت أن إجمالي استهلاك الطاقة ومستويات الانبعاثات في الهند شهد خلال العقد الماضي نموا مطردا، مع تراجع طفيف في عام 2020، بسبب تدابير الإغلاق التي اتخذتها خلال فترة تفشي جائحة كوفيد -19.
وأشار تقرير توقعات الطاقة للهند الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة قبل تفشي الجائحة إلى ارتفاع وتيرة الطلب الهندي على الطاقة بمعدل 50 % في الفترة الواقعة بين 2019 و 2030.
ولفتت توقعات الوكالة إلى أن الهند ستحقق معدل نمو بنحو 35 % في سيناريو السياسات المعلنة، فيما تشير توقعات بريتش بترولويم إلى زيادة استهلاك الطاقة الأولية بأكثر من الضعف بحلول 2050، مع تحقيق نمو سنوي متوسط يتراوح ما بين 2.7 % - 2.5 %.
وأوضح التقرير أن استهلاك الطاقة في الهند مدفوع بالوقود الأحفوري، لا سيما الفحم والنفط، فيما تعمل على تنويع مصادر طاقتها من خلال الترويج لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة والبديلة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجينية.
ومن المتوقع أن يستمر الوقود الأحفوري في هيمنته على استهلاك الطاقة في العقود المقبلة لا سيما فيما يتعلق بتلبية طلب الصناعات الحديدية والاسمنتية وغيرها من الصناعات المستهلكة للفحم على الطاقة الكهربائية.
خارطة طريق لاحتجاز الكربون
وكانت الحكومة الهندية، قد أعلنت في 2022 عن مسودة خارطة الطريق لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه لشركات التنقيب والإنتاج.
وشددت الحكومة الهندية في خارطة الطريق المقترحة على مدى أهمية تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه لتحقيق أهداف الحياد الصفري والمساهمات المحددة وطنيا، مع التركيز على تقنية الاستخلاص المعزز للنفط من حقول النفط الناضجة، فضلا عن التركيز على إنتاج المواد الكيميائية والوقود.
وتعمل الهند على تحقيق الاقتصاد الدائري للكربون وتعي أن الدائرية ليست جديدة على سياساتها المتعلقة بالطاقة والمناخ
وتضمنت مبادرات الهند لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه حتى سبتمبر 2022: التقرير المحدث الثالث الذي يصدر كل عامين في 2021، وتسريع تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه في 2020، والتقرير المحدث الثاني الذي يصدر كل سنتين وأطلقته في 2018، ومهمة الابتكار في 2015، وخطة العمل الوطنية بشأن تغير المناخ في 2008، وشبكة البحوث التطبيقية الهندية لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون في 2007.
ولفت التقرير إلى أن مستويات المعيشة توثر على توزيع استهلاك الطاقة بين مختلف الأسر.