عندما اجتمع عمالقة التكنولوجيا في أمريكا، بما في ذلك شركات: أمازون وجوجل وميتا ومايكروسوفت، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي، تعهدوا باتباع ضمانات فيما يخص الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على أن منتجاتهم من أدوات الذكاء الاصطناعي، ستكون آمنة قبل إطلاقها للجمهور، لكن هناك مخاوف عريضة الآن من فشل الذكاء الاصطناعي في حماية المؤسسات من المتسللين، وفق ماذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
كان من بين التزاماتهم التي فرضوها على أنفسهم، إجراء اختبار قوي لأنظمة الذكاء الاصطناعي قبل إطلاقها، وذلك للحماية من أحد أهم مخاطر الأمن السيبراني، والإضرار بالسمعة والخصوصية وإهدار مخططات الأفراد وحياتهم الشخصية وتكبيد الشركات الأخرى المليارات.
لكن يبدوا أن الأمر أعقد من تعهداتهم، وليس مضمونًا إلى حد كامل، فخطر الاختراق ما يزال قائماً حيث يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، على تعظيم قدرة هجمات برامج الفدية وأنظمة التصيد الاحتيالي والقراصنة، ما يجعل عمل كل ذلك، أسهل وأكثر انتشارًا في كل مكان، وهو ما يضع حملًا أكبر على عاتق كبار مسؤولي أمن المعلومات وغيرهم من قادة الإنترنت الذين يحاولون البقاء في صدارة هذه التكنولوجيا سريعة الحركة.
قال كولين آر ووك، رئيس قسم الأمن السيبراني وممارسة خصوصية البيانات في شركة "هول إس ستيل" للمحاماة: "أصبحت الثغرات السيبرانية أكثر وأعقد انتشاراً".
ذكر ووك: "إن المزيد من الأفراد لديهم قدرات الآن كما المتسللين، باستخدام أشياء مثل برامج الفدية التي يتوفر الدعم لها من الذكاء الاصطناعي.. وبالنسبة للمدراء التنفيذيين وغيرهم من المديرين والمسئولين، فإن الاعتماد السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، يضاعف حجم التهديدات بشكل ضخم".
على سبيل المثال، أدى استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى جعل هجمات التصيد الاحتيالي أسهل وأكثر واقعية. وأضاف ووك: "كان من المعتاد أنه عندما يتلقى موظف بريدًا إلكترونيًا خبيثًا واحتيالياً، معرفة أنه مزيف لأنه كان هناك شيء ما حول الصياغة.. لكن باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن تستخدم الخدعة الاحتيالية العديد من وسائل القرصنة الإلكترونية".
لكن خبراء آخرين قالوا إن أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها التي تمكن المتسللين من التحرك بشكل أسرع وعلى نطاق أكبر، متاحة أيضًا للشركات التي تتطلع إلى تعزيز قدراتها في مجال الأمن السيبراني.
وقال ستيفن بوير، المؤسس المشارك وكبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "بيت سايت" لإدارة المخاطر الإلكترونية: "نعم، يمكن للمهاجمين أتمتة المهام، وكذلك المدافعين. فالذكاء الاصطناعي يجعل المهاجم السيئ مهاجمًا أكثر كفاءة، لكنه أيضًا يجعل المدافع الجيد مدافعًا أقوى حصانة".
ذكر بوير:" إن الذكاء الاصطناعي سيمكن المهندسين من كتابة التعليمات البرمجية للتحقق تلقائيًا من نقاط الضعف، مما ينتج عنه رمز أكثر أمانًا".
وفي الواقع، يعد استخدام الذكاء الاصطناعي لتضخيم السرعة والنطاق في مجال الأمن السيبراني من بين أكبر الفوائد التي يراها الخبراء على المدى القريب.