برنامج الابتعاث انطلق قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً تم خلالها ضم ما يقارب ثلاثمائة ألف مبتعث ومبتعثة سعوديين إلى أكثر من ثلاثين بلداً في العالم، أتذكر وقتها كنتُ أعمل في وزارة التعليم العالي التي كانت مسؤولة عن هؤلاء الطلبة آنذاك، ورغم تلك الأعداد الكبيرة لم نسمع عن الكثير من المشاكل التي تحدث منهم في تلك البلدان أو حتى إساءة لاسم بلادنا هناك، وهذا لا يعني انضباطية الجميع، ولكن مقارنة بعدد المبتعثين تعتبر تلك المشاكل بسيطة، خلاف أن البعض يحصر مشاكله داخل نطاقه الضيق، فلا يسمع عنها المجتمع المحيط (إذا بُليتم فاستتروا)، ولكن ما يحدث مؤخراً من قيام بعض الأفراد بعمل تصرفات غير مقبولة في بعض شوارع المدن الأوروبية من خلال الاستعراض والتباهي بالسيارات التي تحمل أرقامًا سعودية أو غيرها من حركات مستهجنة؛ بهدف نسبتها لبلادنا فإن هذا أمر غير مقبول إذا كان القائم بذلك الفعل أحد مواطنينا؛ لأنه بهذا التصرف يساهم في ازدياد كراهية مواطني تلك الدولة أو غيرها لمَن يقوم بهذا العمل ودولته، ونحن لا نلومهم في ذلك الشعور؛ لأنها ردة فعل طبيعية على تصرّف مستهجن، ولو أن إحدى الجنسيات قامت بمثل تلك التصرفات على أرضنا فلن نقبل ذلك، والأدهى والأمرّ عندما يقوم بذلك العمل القبيح مواطنو دول أخرى بهدف نسبتها لبلادنا؛ ليصبح التعجب أكبر والتساؤل أعمق، لماذا قاموا بذلك؟ ولمصلحة مَن؟ لن نسيء الظن بأحد، ولكن سنحملها على محمل الحماقة والبلاهة من قِبَل هؤلاء الذين لم يجدوا عملًا قبيحًا ليلصقوه ببلادنا إلا تلك التصرفات الرعناء، وإلا لماذا لم يضعوا لوحات بلدانهم على تلك السيارات؟
أتمنى أن تتم محاسبة هؤلاء إن كانوا من مواطنينا وحرمانهم من السفر خارج الحدود حتى يتعلموا كيف يحملوا اسم (المملكة العربية السعودية ) أينما ذهبوا أو حلّوا وإن كانوا ممن حصلوا على الجنسية السعودية مؤخرًا أن يتم إنذارهم وسحبها منهم، وإن كانوا من دول أخرى فنحن لا نتشرّف بدخولهم لهذه البلاد الطاهرة، متمنيًا إذا ثبت قيامهم بتلك الأعمال المسيئة أن يتم حرمانهم من دخول بلادنا؛ لأنهم أساءوا لأنفسهم وبلدانهم قبل أن يسيئوا إلينا.
عندما يسافر أحدنا خارج المملكة يجب أن يستحضر أنه يمثل بلاد الحرمين وقبلة المسلمين، والجميع ينظر إليه كقدوة حسنة مما جعلنا محط أنظار العالم أجمع، خلاف ما تحظى به المملكة من مكانة عالمية في جميع المجالات، فلنكن على قدر المسؤولية التي في أعناقنا.