بين حين وحين تظهر بعض الأعمال الفنية بمجهودات فردية لتخليد تاريخ الأحساء العريق، وقد ظهرت واحدة منها مؤخرًا من خلال ما بذله الفنان حسين الرستم؛ حيث قام بإبراز ما يجسّد ذلك التاريخ العريق وتخليده بنحته على الخشب، لاسيما ما يتعلق منه بالنقوش الجصية على البيوت ونحوها، وتلك نقوش حاول الفنان الرستم توظيفها وتجسيدها على الدروع والمباخر والميداليات، وهي محاولة سديدة أراد صاحبها منها إبراز تاريخ هذه المحافظة العريق وتخليده، وقد طوّر مهاراته خلال عدة سنوات من أجل ابتكار أعمال جديدة شارك بها في مهرجانات شهيرة بالمملكة كمهرجان الجنادرية والساحل الشرقي وسوق عكاظ ومهرجانات خارج المملكة أيضًا.
هو جهد فردي يستحق صاحبه عليه الإشادة والشكر والثناء، فالنقش على الخشب من الفنون الدقيقة التي تستهلك من منفذها وقتًا طويلًا وعناية خاصة إلى أن يظهر هذا العمل وذاك بالصورة المتوخاة، وقد سخّر الفنان هذا النوع من الفن من خلال إنجازه العديد من التحف والمجسمات والدروع والمباخر ونحوها لإبراز تاريخ الأحساء من جانب، وتسخير هوايته تلك لتجسيد إبداعاته الفنية من جانب آخر، وتلك هواية خرج منها الفنان الرستم بتجربة فريدة برزت بوضوح من خلال إبداعاته الخشبية على التحف والدروع ونحوها، وأظن أن تاريخ الأحساء يستحق منه هذا الجهد الذي بذله، وهو جهد يعكس أهمية تطوير مهاراته الذاتية في حقل فني جديد من حقول الإبداعات الفنية المختلفة.