دعمت الزيادة في عائدات السندات الحكومية الأمريكية ارتفاع الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي، حيث أضاف الدولار مكاسب بنحو ثلاثة أعشار في المئة، وسجل أعلى مستوى في أربعة أسابيع، وبرز هذا الصعود في أسعار وجبات مطاعم الوجبات السريعة بالولايات المتحدة، وفق ما ذكر موقع "إف إكس ستريت".
وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ا جاء فيه: "أثر الأداء الأخير للدولار على السلع ومعايير الأسهم الأمريكية الرئيسية، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3٪ وقطع سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع".
من جانبها، قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية الشهيرة إن التضخم الأمريكي ترك بصماته على اقتصاد البلاد والأسواق المالية العالمية، والفضل في ذلك يعود في جزء منه إلى الدولار.
ومنذ عام 1986 تتبعت مجلة الإيكونوميست سعر شطائر "ماكدونالدز"، والمسماه بشطيرة "بيج ماك" حول العالم كدليل "لطيف" للقيمة العادلة للعملات.
وأوضح المؤشر أن متوسط سعر شطيرة البرجر في السوق المحلية الأمريكية، ارتفع إلى 5.58 دولار في يوليو 2023، بزيادة تزيد عن 4٪ منذ يناير و8.3٪ مقارنة بالعام السابق 2022، ليعد هذا أعلى معدل تضخم أمريكي تم تسجيله في المؤشر منذ يوليو 2012.
مع ذلك، بالمقارنة مع بقية العالم نجا الأمريكيون بسهولة من براثن التضخم. فمن يناير إلى يوليو، ارتفع سعر بيج ماك بأكثر من الضعف في منطقة اليورو وبريطانيا، وأربعة أضعاف في كندا.
وفقًا لنظرية تعادل القوة الشرائية، تعكس القيمة الأساسية للعملة كمية السلع والخدمات التي يمكن شراؤها، بما في ذلك البرجر. ولهذا؛ فإذا ارتفع سعر بيج ماك، يمكن للعملة شراء عدد أقل منه.
وبالتالي انخفضت قيمته العادلة.. ونظرًا لأن سعر البرجر يرتفع بشكل أسرع في أوروبا واليابان وكندا مما هو عليه في أمريكا، فإن القوة الشرائية لعملاتهم تنخفض بشكل أسرع من الدولار.
ويجعل هذا قيمها العادلة أقرب لتتماشى مع قيمها السوقية.. في يناير، كانت القيمة العادلة لليورو، وفقًا لقوتها الشرائية للبرجر 1.10 دولار، وذلك لأن 10 يورو يمكن أن تشتري عدد أكبر من بيج ماك في أوروبا، مما يمكن أن تشتريها 11 دولارًا في أمريكا. لكن في أسواق الصرف الأجنبي، تبلغ تكلفة 10 يورو 10.90 دولار فقط، وبهذا المقياس، بدا اليورو رخيصًا والدولار باهظ الثمن.
لم يعد هذا هو الحال.. بفضل ارتفاع أسعار بيج ماك في أوروبا وانخفاض طفيف في الدولار، أصبحت القيمة العادلة لليورو الآن 1.06 دولار، أي أقل من سعر الصرف في السوق، ويبدو أن اليورو الآن مبالغ في تقديره مقابل الدولار للمرة الأولى منذ عامين.
في إطار متصل، تراجع الدولار الاسترالي بنسبة 1.2٪ مقابل الدولار، بينما هوى الين الياباني والفرنك السويسري بنسبة 0.4٪، فيما أنهى اليورو الأسبوع دون تغيير يذكر، وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة -0.8٪ مقابل الدولار، مسجلاً أدنى مستوى عند 1.2620 دولار يوم الخميس، بعدما رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة الرسمي للبنك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25٪ كما كان متوقعًا.
وكشف تقرير وضع التوظيف في الولايات المتحدة يوم الجمعة أن النمو في الوظائف غير الزراعية تباطأ أكثر من المتوقع في يوليو، مضيفًا 187000 وظيفة جديدة، مقابل 200 ألف كانت متوقعة، متراجعًا إلى حد كبير قريبًا من رقم 185000 لشهر يونيو.
وانخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.5٪، هبوطًا من 3.6٪، وجاء نمو الأجور أعلى من المتوقع عند 4.4٪ على أساس سنوي، وشهريًا بــ0.4 ٪ نمو بالأجور مقابل 0.3٪ كانت متوقعة.
لذلك؛ وفي حين أن الرقم الرئيسي يظهر علامات على التباطؤ، فإن نمو الأجور قد يثير قلق الاحتياطي الفيدرالي، ولكن بشكل عام، تساعد البيانات الأخيرة في دعم حالة الهبوط السلس. ومع ذلك، فهناك بيان آخر للتوظيف قبل قرار نسبة الفائدة في 1 سبتمبر.
