التخت الشرقي وهي تعرف بالفرقة الموسيقية التي تتصدر المسرح لعزف الألحان الموسيقية وتهذيب وتطويع الألحان وتتكون من عدة أقسام آلات وترية وآلات إيقاعية وآلات هوائية..
ومعنى التخت هي كلمة فارسية بمعنى منصة أو صدر المجلس، وهي عبارة عن دكة تنصب فوق منضدة عالية هي موقع للمغني ورجاله في صدر السرادق أو الملهى على حسب الداعي للحفلة.. حتى يكونوا موضع أنظار المستمعين.
حيث كانت ألحان التخت قديما محدودة التأليف عمادها المغني وعدد قليل من العازفين لا يتجاوز عددهم أربعة أفراد، والبطانة المذهبجية (الكورال) أو ما كانوا يسمونهم السنيدة أو الصهبجية.
كان المغني يتوسط التخت وعلى يمينه العازفون (العود والقانون وعازف الكمان وعازف الناي) وعلى يساره ضابط الإيقاع ويليه جماعة المذهبجية (الكورال).. وعددهم اثنان أو ثلاثة ويختارون من حفظة الموشحات والأدوار ومن شروطهم أن يكونوا من ذوي الأصوات القادرة التي تمتاز بوفرة المساحة الصوتية وخاصة الطبقات الحادة (الجوابات).
كان المغني يغني على تخته ثلاث وصلات بينها فترة استراحة ويطلق على كل قسم «وصلة» وتكون الأغاني التي تشملها الوصلة في مقام واحد، وتأتي الوصلة الثانية في مقام آخر، كذلك الوصلة الثالثة.
وتبدأ الوصلة عادة بمقطوعة موسيقية من قالب السماعي أو البشرف تؤدى من الآلات (جماعي)، وهما من القوالب الموسيقية التركية،ثم يتبارى العازفون في أداء التقاسيم الشجية العامرة بالقفلات.
يستهل العزف عازف العود ومن بعده عازف الناي، وأخيرا عازف القانون.. ويشاركه المطرب في أداء الليالي والموال، حيث يستعرض قدراته الصوتية ومهارته الفنية، وتفهمه للانتقالات المقامية، بينما يترجم القانون ما يغنيه المطرب بدقة بالغة متابعا أداءه.
ثم يؤدي المطرب الدور، وهو سيد المشهد، وتصاحبه في أدائه جماعة المنشدين وقبل نهاية غناء الدور يدخل المطرب في أداء متبادل بينه وبين جماعة المنشدين، ويعرف هذا الجزء (بالهنك) وهي الاستمرار على نفس الطبقة التي يؤديها المغني وفيه يستعرض المغني إمكاناته الصوتية متنقلا بين المقامات.
وتسير الوصلتان الأخريان على هذا النهج، غير أن الوصلة الأخيرة تختتم بغناء قصيدة من القصائد الغزلية من مختارات الشعر العربي البديع.
وبذلك يتضح أن عبء إحياء الليالي والأفراح في ذلك العصر كان يقع على المغني وحده.. ومن ثم تطورت وأضيفت آلات جديدة وأصبح لها قائد يسمى «المايسترو» وهو شخص ملم بالنوت الموسيقية لكل أغنية يقود الفرقة الموسيقية حسب ما هو مدون في النوتة بحيث لا تخرج الفرقة عن إطار المدون فيها ويتحكم بكل العازفين وكل من هو متواجد في الفرقة، حيث يعتبر حبل وصل قويا بينه وبين الفنان بحيث ينقل للفرقة كل ما يريده الفنان ويتابع أي خروج عن اللحن أو الأداء.. ومع مرور الأزمان تطورت فرق التخت الشرقي بحيث أصبحت أكبر عددا وإضافة للآلات الموسيقية وأدخلت عليها آلات غربية وتوسعت واندمجت مع «الأوركسترا» وهي مزيج من الآلات العربية والأجنبية ومن أبرع وأمهر المايستروات في الوطن العربي الأساتذة: أمير عبدالمجيد، وليد فايد، مدحت خميس، هاني فرحات والكثير.