أكد مختصون لـ "اليوم" أن على الأسر دور كبير في المحافظة أسنان الأطفال وتغذيتهم بالشكل الصحيح، خاصة مع اقتراب العودة للمدارس والوجبات المقدمة بها.
وأشاروا إلى أهمية التنوع في الوجبات والتواصل مع إدارة المدارس لمعرفة الوجبات المقدمة لأبنائهم، والمشاركة في مناقشة المدرسة في أهمية هذه الوجبات.
وقالت طبيبة أسنان الأطفال، د. ابتسام عبدالله العديلي: "على الأسر الحرص على إدخال الخضار في وجبات الأطفال لدورها في التنظيف الذاتي، مع أهمية عدم وضع عصائر أو حليب بنكهة مثل الشكولاتة أو الفراولة، والاكتفاء بوضع الماء أو عصير طبيعي".
تسوس الأسنان
وأكدت أهمية تربية الطفل وتعويده على المضمضة بالماء بعد الأكل، حتى يتم معادلة الحموضة في الفم والتي تعتبر بيئة جيدة للبكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.
وأضافت " العديلي " بأن الطفل الذي يرغب باستخدام العلك لـ ٢٠ دقيقه، يفضل استخدام علك يحتوي على سكر الزيليتول، إذ أن الأكاديمية الأمريكية لطب أسنان الأطفال تدعم استخدام الزيليتول بجرعات محددة وبعد استشارة طبيب الأسنان، كاستراتيجية وقائية تهدف بشكل محدد للتقليل من مسبّبات تسوّس الأسنان.
وشددت على أهمية استخدام الفرشاة والمعجون بالفلورايد للحد من انتشار التسوس، والتوجه لطبيب أسنان الأطفال كل ٦ اشهر حتى لو الطفل لم يشتكي من التسوس لوضع خطة وقائية أو الكشف عن تسوسات ليس لها أعراض كالألم والخراج، والتأكد من عضة الطفل ونمو أسنانه في الوقت المناسب.
مواد حافظة
وقالت استشارية تركيبات وتجميل أسنان وتركيبات تعويضية للعيوب الخلقية ومرضى السرطانات الفموية د. عبير بخاري، إن وجبة الصباح تعد من أهم الوجبات المهمة لبناء شخصية الأبناء جسديا وذهنيا، ويقع على عاتق الأسرة تقديم الوجبات المهمة مع الطالب التي تحتوي على الحليب والبيض والأجبان والفاكهة.
وأشارت إلى عدم الاكتفاء بالوجبات المقدمة عن طريق المقاصف التي تقدم وجبات وقتية سريعة تحتوي على السكريات والنشويات بكميات هائلة من طبيعتها تكون ذات أثر سلبي بتراكمها على الأسنان، مما يؤثر على صحة الأسنان سلبيًا وتؤدي إلى تراكم بقايا الحلوى بين الأسنان لفترات طويلة تؤدي لنمو البكتيريا المسؤولة والمحفزة للتسوسات .
وأضافت " بخاري " : يعد تسوس الأسنان الذي يعتمد بدرجة كبيرة على استهلاك السكريات من الحلوى وخلافها بطريقة عشوائية، رغم أن الحلوى مصدر كبير للطاقة إذ تحتوي على نسبة عالية من السكر لكنها تحتوي على ألوان ونكهات ومواد حافظة تلعب دورا كبيرا جدا بتسوس الأسنان.
سوء التغذية المدرسية
وأوضحت أنه من بين أهم المشاكل التي سيواجهها الطفل الآن ومستقبلا ترتبط ارتباطا وثيقا بالتغذية المدرسية، كالسمنة المفرطة وفقر الدم (أنيميا) وتسوس الأسنان وما ينتج عن سوء التغذية المدرسية من أمراض مستقبلية كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وضغط الدم وارتفع نسبة الدهون في الدم.
وشددت على أن المحافظة على صحة الطلاب ضرورة تمليها الأمانة التربوية وهي مطلب ملح علينا كآباء ومربين ومسؤولين فالأطفال أمانة في عنق كل مسؤول وراعٍ .
طلاب المرحلة الابتدائية
وقالت أخصائية التغذية الاكلينيكية أمل الحربي: يعود الطلاب إلى مقاعد الدراسة قريبًا، وهذا يعني أن أحد أهم النقاط التي يجب أن تؤخذ بالاعتبار للطلاب جميعا ولطلاب المرحلة الابتدائية بالخصوص الذين يعدون في مرحلة حاسمة من النمو بتوفير تغذية سليمة للطلاب.
وتابعت: "عدد كبير من المدارس لديها قدرة محدودة؛ مما يجعل المقاصف الدراسية في بعض الأحيان غير قادرة على تقديم الوجبات الغذائية الصحية التي يحتاجها الأطفال".
وأضافت " الحربي ": يجب التخطيط المسبق لوجبات الأطفال خلال الأسبوع وذلك بتوفير العناصر الغذائية المتنوعة والمتوازنة، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية والحرص على إعداد الوجبات في المنزل بدلاً من الاعتماد فقط على المقاصف الدراسية والتواصل مع إدارة المدرسة لمعرفة الخيارات المتوفرة في المقاصف المدرسية.
الوجبات الغذائية الصحية
وأكدت على أهمية تشجيع الأطفال على المشاركة في اختيار الوجبات الصحية وإعدادها ،ويمكن للأسر تشجيع تناول الوجبات الغذائية الصحية عن طريق توفير وجبات خفيفة صحية في المنزل وتشجيع الأطفال على تجربة الأطعمة الجديدة وتناول وجبات متنوعة وملونة.
وأشارت إلى أنه من المهم أن يكون الاهتمام بتغذية الطلاب جهدًا مشتركًا بين الأسر والمدارس لضمان توفير بيئة تعليمية صحية تعزز نموهم وتطورهم بشكل صحي.
وقال طبيب الأسنان د. عبدالله السيف : "يجب على المدارس استبعاد السكريات من وجبات الفطور لدى المقاصف المدرسية والتي تباع للأطفال ويكون فطورهم صحي وغني بالفيتامينات والمعادن".
نظافة الفم والأسنان
وتابع: يفضل أن تتتضمن الوجبة حليب أو عصير طبيعي بدون إضافات سكر أو ألوان صناعية وكذلك الأكل يجب أن يكون متنوع بشكل يومي حتى لا يمله الطفل، ويتضمن بيض أو جبن أو لبنة بالزعتر أو زبدة الفول السوداني، كذلك الشوفان وغيرها من الوجبات ذات القيمة الغذائية الجيدة التي يستفيد منها جسم الطفل ولا تؤثر على صحته وصحة أسنانه.
وأكد أنه يجب على كل أسرة أن تعطي أطفالها وجبات فطور قبل الذهاب للمدرسة وتكون غير مشبعة بالزيوت وخالية من السكريات، وأن توجه أطفالها بنظافة الفم والأسنان بعد كل وجبة غذائية لتفادي تسوس الأسنان والتهابات اللثة، ولتأسيس جسم الطفل وتجعله جاهزاً لبدء اليوم بنشاط وحيوية.
من جانبها، نصحت استشاري طب أسنان الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة د. ماريا إبراهيم، أهالي الأطفال بأن يهتموا بالوجبات المقدمة لهم خارج المنزل كالوجبات في المدارس خلال اليوم الدراسي، و يبدأ ذلك بالحرص على اتباع نظام صحي جيد لأبنائهم وتجهيز الوجبات الصحية لهم في المنزل لأخذها معهم للمدرسة.
التنوع الغذائي
وأكدت أنه لابد أن يراعي في وجباتهم التنوع الغذائي وأن لا يعتمد فيها على نسبة كبيرة من السكريات والنشويات حتى لا تأثر على صحة أسنانهم بشكل سلبي، وهناك للأسف وجبات مليئة بالسكريات والنشويات تقدم للأطفال في مدارسهم وتكون أحد الأسباب الرئيسية في انتشار نسبة التسوس بين الأطفال.
وأوضحت أن البعض يعتقد المقصود بالسكريات هو الحلويات والشكولاتة ولكن حتى عصير الفواكه والمشروبات تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات إن لم يتم اختيارها بشكل صحيح، وبجانب الحرص على الأكل الصحي.
وأشارت إلى أنه لابد من مراعاة أن يتم تفريش أسنان الطفل بما لا يقل عن مرتين في اليوم بمعجون يحتوي على النسبة الصحيحة من الفلورايد للمساعدة في منع التسوس.
ويفضل أي يخضع تفريش الطفل لرقابة الأهل للتأكد من التفريش بالطريقة الصحيحة ، وقد يساعد أيضًا خلال اليوم الدراسي أن يكثر الطفل من شرب الماء للتأكد من عدم بقاء الأطعمة على الأسنان لفترة طويلة قبل تفريشهم.
من جهتها وضعت إدارات التعليم اشتراطات صحية وتنظيمية لسلامة الغذاء المقدم للطلاب في المدارس بالتنسيق مع القطاعات الصحية والتي تتضمن نوعية الوجبات ومدى ملائمتها للفئات السنية في جميع المراحل الدراسية، وأن تكون الوجبات وفق الاشتراطات الصحية وعدم تقديم أي وجبات أو مشروبات غير صحية .
