@aneesa_makki
يقولون إنه يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم وغالبا ما يعاني الطيبون منه وغالبا ما ينجح الأشرار فيه، قول مؤكد لأن صفحات التاريخ مليئة بالكثير من الظلمة الذين تقشعر منهم الأبدان، والمظلومون هم من وقعوا تحت وطأتهم.
لا شك أن لكل ظالم نهاية، والفساد ظلم ومن أسوأ أنواع الظلم، والظالم لابد وأن يقع في شر أعماله ولو بعد حين.
حب التملك غريزة في بعض الناس هدفهم الرئيس الكسب، سواء كان هذا الكسب حلالا أو حراما الأمر سيان لا يختلف فيه اثنان في شريعتهم، شريعة الغاب.
غنى غير مشروع دون وضع أي اعتبارات للقيم والأخلاق والمبادئ ضمائر غابت ثم ماتت.
أعمال غير نزيهة يتورطون فيها، كإعطاء وقبول الرشاوى، والغش التجاري، بل الغش بأنواعه كلها، والخداع والاحتيال وتبديد الأموال العامة، والتصرف في الممتلكات الحكومية، والمتاجرة بالوظائف الحكومية جميعها من أنواع الظلم، هؤلاء فئة ظالمة مفسدة في الأرض، فإن أمنت عقاب الدنيا، فلتنتظر ما ينتظرها من عقاب الله سبحانه الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما على عباده.
للتربية دور كبير في فساد المفسد وظلمه، لأن إهمال تقويم السلوك السلبي حين ظهوره سببه التربية القاصرة، «المربون سامحهم الله» الأسرة والمدرسة والمجتمع جميعهم مسئولون ومحاسبون.
ما رأيكم في شخص ينسب جهود الآخرين لنفسه، لا يحب العمل فاشل في التحديات، ويا لسخرية القدر يكافح لنيل الترقية في العمل بكل الوسائل وأولها النفاق.
نهاية الظلمة المفسدين في الأرض نهاية سيئة، والشاهد ما نشاهده في القنوات الفضائية ونقرأه في الصحف التي تطالعنا بأخبار القبض على الجناة، ومعاقبتهم أشد العقاب. هذا في الدنيا ناهيك عن عقاب الآخرة، ومن لم يكتشف بعد فلا يظن أنه ناج من العقاب سيأتي دوره.
من وجهة نظري أرى أن هؤلاء مرضى بالأنانية وحب الذات وخداع الذات في نفس الوقت، عشاق للسيطرة، والتملك، لا يرون إلا أنفسهم ولا يهتمون إلا بأنفسهم.
عقولهم فارغة مجوفة، فليس بالغريب عليهم عدم الاستقامة، فالكيس الفارغ لا يقف مستقيما.
الغاية تبرر الوسيلة، في منهجهم، يتلونون بتلون المواقف للصعود على الأكتاف، منهج وصولي لا يهتم بمن يتضرر ومن يتأذى.
الكثير يتساءل كيف نتعامل مع هؤلاء إن مروا في طريقنا؟! أولا وأخيرا يجب تجنبهم وترك مسافة كبيرة بيننا وبينهم، كخطين مستقيمين لا يلتقيان مهما امتدا.
لكن في حالة الضرورة كصلة الرحم وصلة القرابة وما يفرضه علينا ديننا وشريعتنا وجب نصحهم، ومساعدتهم للشفاء من هذا المرض، ذكرت دراسات أن الشخص الأناني لا يدرك أنه أناني، بل ينسى تلك المواقف التي كان فيها محبا لذاته ومفضلا لها على غيره. دورنا وواجبنا نصحه بطريقة لطيفة علاجية لمحاولة تقويم سلوكه الشاذ ولو تأخر.