أكد عدد من مرتادي المقاهي الشعبية على تفضيلهم للأماكن التقليدية بسبب مميزاتها الفريدة، مشيرين إلى أن الجلسات الأرضية والجو الخاص في المقاهي الشعبية يعكسان التراث والأصالة، ويجعلهم يشعرون بالبساطة التي تتميز بها.
وقال محمد سالم من مملكة البحرين، لـ"اليوم"، إنه يستمتع بزيارة الدمام للجلوس مع أصدقائه في إحدى المقاهي الشعبية، حيث تكون القائمة بسيطة مثل الشاي والقهوة والتمر.
وأضاف أن سبب تفضيله للمقاهي الشعبية يعود إلى الجلسات والطابع الشعبي فيها، حيث توفر لهم راحة أكبر مقارنة بالمقاهي الأخرى التي تعتمد على الطاولات والكراسي، لافتًا إلى أن الجلوس في المقاهي يجعله يستعيد ذكريات الماضي التي عاشها في الأزمنة السابقة.
وأوضح "سالم" القحطاني أن جمال المقاهي الشعبية يكمن في التواصل مع الأشخاص الذين يشاركونه حب هذه الأماكن، ويمكن للزائرين أن يتعرفوا على أصدقاء جدد وأن يلتقوا مرة أخرى بأشخاص لم يقابلوهم منذ فترة طويلة بالصدفة في هذه المقاهي.
وأكد أن الجلسات الأرضية توفر الراحة الأكبر بالنسبة لهم، وكذلك وجود الغرف الخاصة في المقاهي الشعبية يضفي عليهم شعورًا بالخصوصية، مشيرًا إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا على المقاهي الشعبية لأن الكثيرين يجذبهم أجواؤها التقليدية وبساطتها.
المقهى كأنه منزل
وأكد منصور الشهري، صاحب إحدى المقاهي الشعبية، لـ"اليوم"، أن مقهاه يشهد توافداً كبيرًا من جميع الفئات، قائلا إن هذا المكان يمثل تراثهم وأصالتهم.
وأضاف قائلاً إن الصبغة الشعبية في المقاهي تعيدهم إلى جذورهم وبساطتهم التي استمرت لفترة طويلة.
وأكد أن معظم زوار المقاهي يفضلون الشعور بالخصوصية من خلال الغرف والجلسات الأرضية، لأنها تعتبر الخيار الأسهل بالنسبة لهم.
من جانبه، أوضح محمد القحطاني أن المقاهي تعتبر ملاذًا للكثيرين وفرصة للابتعاد عن روتين الجلوس في المنزل، مشيرًا إلى أنه يفضل المقاهي الشعبية لأنه يشعر وكأنه في منزله من خلال الجلسات الأرضية والتقديمات المحلية مثل الشاي والقهوة العربية والتمر والطحينية.
وأكد أن الجلسات توفر راحة أكثر بالمقارنة مع الكراسي. بالإضافة إلى ذلك، يوفر وجود الغرف الخاصة في المقاهي الشعبية نوعًا من الخصوصية بالنسبة لهم.
المقاهي تعكس النمو السياحي
من جانبه، أشار الأكاديمي الاقتصادي فيصل النوري إلى أن ارتفاع الأنشطة التجارية المتركزة على المقاهي الشعبية يعكس زيادة عدد السياح القادمين إلى مدن المملكة العربية السعودية في المواسم المختلفة مثل موسم الرياض وجدة وغيرها، يوعتبر ذلك تنويعًا لمصادر الإيرادات وزيادة الأنشطة الاقتصادية.
ولفت إلى أن المقاهي تعتبر أمثلة للمشروعات الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة التي تلعب دورًا بارزًا في النمو الاقتصادي وتقليل البطالة. فالمشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تشكل 90% من الأعمال وتوظف 60% إلى 70% من القوى العاملة وتساهم بنسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم.
أرباح جيدة للمقاهي
من جانبه، أشار الكاتب والمحلل الاقتصادي، أستاذ التمويل والاقتصاد المشارك بجامعة جدة الدكتور هاشم النمر، لـ"اليوم"، إلى أن تجارة الكافيهات والمقاهي تتميز بأرباح جيدة مقارنة بالمنتجات الاستهلاكية الغذائية الأخرى، نظرًا لانخفاض أسعار المواد الأولية المستخدمة في إنتاج القهوة. وبالتالي، يلاحظ زيادة الاهتمام من قبل رواد الأعمال بالدخول في هذا المجال، خاصةً بسبب سهولة الإجراءات النظامية للدخول إلى السوق وتوفر التدفقات النقدية المتوقعة. ومع ذلك، فمن الضروري أن نأخذ في الاعتبار الموقع الجغرافي للمشروع وأذواق الأفراد والمجتمعات في تلك المنطقة. كما يفضل وجود ابتكارات جذابة فيما يتعلق بمنتجات القهوة وأيضًا الديكورات التقليدية المعتادة في المنطقة، خاصةً التراثية الشعبية، حيث يفضل الشباب الاستمتاع بتراث آبائهم وأجدادهم.
وتعد النسبة السكانية للسعوديين دون سن الثلاثين عاملًا مهمًا ساعد على نمو صناعة الكافيهات، حيث يفضل الشباب زيارة الكافيهات لأغراض العمل والدراسة والاجتماعات المختلفة، مما جعل مشاريع الكوفي شوب خيارًا جذابًا لرواد الأعمال.
ومع ذلك، يجب تعاون الجهات الرسمية في تقديم المساعدة والنصيحة للشباب وتوفير الدراسات الاقتصادية المناسبة لتقييم نسبة المخاطر المتوقعة والاستثمارات المطلوبة ومستوى التنافس في المنطقة وغيرها من الجوانب الاقتصادية الهامة. ففي المراحل الأولية من العمل التجاري، قد يحتاج الشباب إلى تراكم الخبرة والمساعدة في تجاوز التحديات الأولية، بما في ذلك التحديات القانونية والتشغيلية والإدارية والتقنية. ينبغي على الشباب أن يتحلى بالصبر والتصميم حتى يتمكنوا من بناء أعمالهم والمساهمة بشكل فعال في نمو الاقتصاد الوطني.
