تعد السوق المالية السعودية واحدة من أكثر أسواق المال العالمية حراكا وتطويرا في الوقت ذاته، فمن يقف على واقع السوق المالية السعودية اليوم يرى ملامح مهمة من شأنها أن تجذب المزيد من الاستثمارات، وتعزز من ركائز حماية المستثمر، وأن تفتح أفقا أرحب لسوق مالية قادرة على تحفيز الشركات الكبرى من جهة، والشركات ذات النمو من جهة أخرى على الإدراج.
قرأت تقريرا حديثا يراهن على دور هيئة السوق المالية في المضي قدما في تنفيذ خطة تطويرية شاملة بالتعاون مع منظومة السوق المالية بشكل كامل، حيث تعمل الهيئة على وضع الأسس والقواعد التي تنظم عمل مؤسسات السوق المالية بما يضمن حماية المستثمر، وبما يدعم من فرص قيام تلك المؤسسات بدورها على الوجه الأكمل، وهو ما يؤكد في الوقت ذاته على الدور الفعال الذي تلعبه مؤسسات السوق المالية في القطاع المالي والذي توليه المملكة أهمية خاصة في إطار رؤية 2030.
مؤسسات السوق المالية المرخص لها من قبل هيئة السوق المالية حققت صافي دخل بلغ 6.1 مليار ريال خلال عام 2022 (الأعلى في تاريخها)، بزيادة قدرها 29.8% مقارنة مع 4.7 مليار ريال في عام 2021، فيما حققت الأرباح المبقاة لدى مؤسسات السوق المالية رقما قياسيا عند 60.34 مليار ريال بنهاية عام 2022 وبارتفاع نسبته 39.17%، مقارنة بـ 43.36 مليار ريال بنهاية عام 2021.
وعملت هيئة السوق المالية السعودية على استطلاع مرئيات العموم حيال مشروع تعديل لائحة مؤسسات السوق المالية. وذلك بهدف تطوير الأحكام المنظمة لإفلاس مؤسسات السوق المالية الواردة في الباب الثامن من لائحة مؤسسات السوق المالية، إذ أن تطوير أحكام الإفلاس في مشروع تعديل لائحة مؤسسات السوق المالية يأتي ليعزز حماية أموال وأصول العملاء، بما يدعم الاستقرار في السوق المالية.
وتضمن المشروع إضافة حكم عام يقضي بعدم جواز ضم أموال وأصول العملاء إلى أصول التفليسة لمؤسسة السوق المالية... في حال إفلاس مؤسسة سوق مالية تحتفظ بأموال وأصول عملاء أو تدير صناديق استثمار، وذلك بهدف التأكيد على أنه لا يجوز لمؤسسة السوق المالية أو أمين الإفلاس أو أي شخص آخر ضم تلك الأموال والأصول إلى أصول التفليسة، وكذلك التأكد من عدم تعليق حق العملاء في المطالبة بها في أي مرحلة من مراحل إجراءات الإفلاس.
ختاما... منذ نحو 6 سنوات دخلت السوق المالية السعودية مرحلة تطوير جديدة وحيوية ترتكز على رؤية وطنية طموحة، وتشريعات داعمة ومحفزة، وإدراجات ضخمة تعكس قوة ومكانة الاقتصاد السعودي، بما في ذلك إدراج عملاق صناعة الطاقة العالمي شركة «أرامكو السعودية»... لتصبح السوق المالية السعودية في عالمنا اليوم واحدة من أكثر أسواق المال العالمية جذبا للاستثمارات وتطورا ونموا.
@shujaa_albogmi