قال مختصون في مجال الأغذية إن قرار حظر الأرز الهندي لن يؤدي إلى زيادة أسعار الأرز في السعودية، نتيجة لتوافر البدائل من الدول الأخرى، سواء من باكستان أو فيتنام أو تايلاند وبعض دول جنوب أمريكا، فضلا عن أن المخزون الإستراتيجي للمملكة من الأرز يكفي لمدة عام، إضافة إلى وجود رقابة من هيئة الأمن الغذائي ووزارة التجارة على المخزون.
وأضاف المختصون، أن قرار الحظر من الممكن أن يؤثر في الأسعار العالمية والمحلية، مع توقع إمكانية فرض الحكومة الهندية ضريبة على التصدير، إلا أن قوة المخزون الإستراتيجي في السعودية يكبح أي زيادات متوقعة للأسعار.
حظر تصدير الأرز الهندي
قال المختص في مجال الأغذية، عبدالرحمن النافع: إن الهند المصدر الأكبر للأرز في العام، فيما حظرت الحكومة الهندية الأرز الأبيض بهدف تخفيض الأسعار المحلية، ومحاربة التضخم، بينما منعت الإمارات إعادة تصدير الأرز لمدة 4 أشهر حفاظا على المخزون الإستراتيجي.
وأضاف أن السعودية تعد من أكبر مستوردي الأرز الهندي، فيما تعمل هيئة الأمن الغذائي ووزارة التجارة على مراقبة المخزون الإستراتيجي، الذي يكفي لفترة أكثر من عام،
وأشار إلى أن حظر الأرز الهندي فقط أثر على الأسعار العالمية والمحلية في الأنواع الأخرى، متوقعاً احتمالية تصدير الهند لأنواع جديدة من محاصيل الأرز (البسمتي) تكون بجودة عالية خصوصا أن هذا النوع هو الأكثر استهلاكاً في المملكة ودول الخليج، إضافة إلى أن المخاوف الهندية من انخفاض محصول الأرز المحلي لهم والذي يتسبب بارتفاع الأسعار قد يدفع الحكومة الهندية بالنظر في فرض ضريبة على التصدير.
ونوه بوجود دول أخرى تصدر الأرز مثل فيتنام وتايلاند وبعض دول جنوب أمريكا، مشيرا إلى أن البدائل الأخرى المحتملة على المدى الطويل أن تستثمر الشركات المتخحصصة في مجال الأرز في الأراضي الزراعية.
وأوضح أن الإحصائيات الصادرة عن وزارة التجارة تشير إلى أن السعودية تستورد نحو 1.6 مليون طن سنويا من الأرز، فيما يشكل الأرز الهندي 50 % منها والباقي من دول أخرى.
وأفاد بأن إنتاج الأرز الحساوي يصل إلى 250 ألف طن سنويا، فيما يبلغ الاستهلاك السنوي بالسعودية نحو 1.1 مليون طن تقريبا، موضحا أن المخزون يكفي لمدة 8 أشهر بحجم تخزين كميات من الأرز الهندي لمدة تتراوح ما بين 6 - 8 أشهر قبل البيع.
وقال إن باقي أنواع الأرز سواء الأمريكي، أو الإسترالي، أو التايلاندي، لا توجد حاجة لتخزينها، مشيرا إلى أن الشراء يتم حسب المحصول ويخزن ثم يباع، فيما استبعد وجود أي زيادات في الأسعار في العام الحالي، لقوة المخزون.
تنوع في مصادر الاستيراد
وقال المستشار في اقتصاديات الغذاء، ضيف الله العمري: إن الأرز الهندي من أفضل وأجود أنواع الأرز في العام، مشيرا إلى أن قرارات الحظر تكون لأغراض متعددة مثل السيول، فيما تتأثر الأسعار في حال تأثر المصدر المورد سواء في إيجاد ضريبة للتصدير أو السماح بكميات استيراد قليلة ليرتفع سعر المنتج النهائي.
وأضاف أن السعودية يوجد بها تنوع واسع في مصادر الاستيراد ليس في سلعة الأرز وإنما على كل المنتجات، وذلك سعيا لتحقيق الأمن الغذائي المستدام الذي لا يتأثر بنقص في مخزون السلع نتيجة لظرف طارئ مع ضمان استقرار وعدالة الأسعار في مختلف المواد الغذائية.
ولفت إلى أن العالم مر بأزمة أكبر في جائحة كورونا فيما تصدت خطة السعودية وقتها للأزمة، وذلك بفضل البرامج الإستراتيجية والثانوية التي تصب في مصلحة الأمن الغذائي، مشددا على عدم وجود أي مخاوف تنذر بوجد ارتفاع مبالغ في الأسعار، لا سيما مع وجود بدائل من باكستان وفيتنام وتايلاند.