DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"رسالة وخطوة ذكية".. كيف فسر السياسيون تعيين أول سفير للمملكة بفلسطين؟

"رسالة وخطوة ذكية".. كيف فسر السياسيون تعيين أول سفير للمملكة بفلسطين؟

أكد سياسيون لـ "اليوم" إيجابية تعيين المملكة أول سفير لها لدى دولة فلسطين، وأن تلك الخطوة نابعة من حرص السعودية على دعم القضية الفلسطينية.

وقال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود، د. عادل المكينزي، إن القرار يعكس حرص المملكة على دعم الشعب الفلسطيني وقضيته.

وأوضح أن المملكة تؤكد دائمًا على مبادئ القرارات الأممية والتي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه على كافة الأصعدة، كما أن ذلك يوضح رسالة المملكة للعالم المحب للسلام للتحرك بالاعتراف بالسلطة الفلسطينية.

دعم القضية الفلسطينية

وأشار إلى دور المملكة في دعم القضية الفلسطينية، واسنادها سياسيًا واقتصاديًا، ودعم مؤسساتها والحفاظ على المقدسات على رأسها المسجد الاقصى وتاريخ المملكة عبر الأزمان ثابت في هذا الشأن.

وأكد المكينزي أن تعيين السفير هو خطوة ذكية من المملكة لدعم مطالب الشعب الفلسطيني.

د. عادل المكينزي

من جانبه، وصف المحلل السياسي د. أحمد الشهري، القرار بأنه خطوة متقدمة من المملكة نحو إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي اعترف بها كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012.

الوطن العربي

وقال إنه آن الآوان لأن يعترف بها كعضو رسمي على حدود 67 ، إذا كانت ترغب في إقامة علاقات مع الوطن العربي، لاسيما في ظل الاستماتة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

وأشار إلى وجود 3 دلالات لتعيين أول سفير سعودي في فلسطين، أولها هو استمرار الدعم للقضية الفلسطينية الذي بدأ من عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وثانياً رسالة لإدارة بايدن بأن العلاقات مع إسرائيل لن تتم إلا عبر البوابة الفلسطينية.

وأوضح الشهري أن الدلالة الثالثة تتمثل في رسالة ضغط لنتنياهو.

د. أحمد الشهري

الشعب السعودي

بدوره، قال المحلل السياسي د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت محور اهتمام قادة المملكة، بدءًا بالملك عبد العزيز "طيب الله ثراه" مرورًا بأبنائه الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله "يرحمهم الله"؛ وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز "يحفظه الله".

وأشار إلى أنه كان لكل قائد منهم مواقفه البارزة، وجهوده المخلصة، وأعماله المجيدة، ودعمه السخي لقضية فلسطين وشعبها، وكان الشعب السعودي يقف خلف قادته ـ في كل العهود ـ مؤيدًا ومساندًا ومنفذًا، وداعمًا لإخوانه الفلسطينيين، ماديًا ومعنويًا، مما جعل تلك المواقف سجل شرف لقادة المملكة وشعبها.

وأوضح أن هناك 3 أسباب تجعل المملكة تولي القضية الفلسطينية أعلى درجات الاهتمام أولها الأهمية الدينية، فالمملكة هي موطن لأقدس موقعين في الإسلام ، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وللأراضي الفلسطينية، وخاصة القدس، أهمية دينية كبيرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك السعوديين.

التضامن العربي

وأكد أن السبب الثاني يتمثل في التضامن العربي، إذ تدرك المملكة العربية السعودية أهمية الوحدة العربية وضرورة معالجة القضية الفلسطينية كمسؤولية جماعية، وتنظر المملكة إلى القضية الفلسطينية على أنها مكون مركزي للهوية العربية، ودعمها ينبع من الالتزام بمصالح العالم العربي وتطلعاته.

أما ثالث الأسباب فهو الاعتبارات الجيوسياسية، فحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أمر حاسم للاستقرار الإقليمي الشامل، وللمملكة كقوة إقليمية رئيسية مصلحة راسخة في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، إذ يُنظر إلى الحل الدائم للقضية الفلسطينية على أنه ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية الأوسع.

وأضاف بن صقر أن إعلان المملكة تعيين سفير غير مقيم لها في الأراضي الفلسطينية لأول مرة، يأتي استكمالًا لتلك الجهود في دعم القضية الفلسطينية، إذ يعكس القرار عددًا من الدلالات.

د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر

شرعية السلطة الفلسطينية

وأوضح أن أول الدلالات تأكيد السعودية على شرعية السلطة الفلسطينية، والحرص على تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي لها، والتأكيد على رغبة المملكة في التواصل مع القيادة الفلسطينية على مستوى أعلى وتعزيز العلاقات الثنائية.

وتشمل الدلالات من القرار، توجيه رسالة "واضحة" لواشنطن وإسرائيل بموقف المملكة الثابت والمعلن منذ عام 1948م بشأن حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وذلك عبر إقامة دولة فلسطينية معترف بحدودها دوليًا، قبل العام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تضمنته معاهدة السلام العربية، التي تقدمت بها المملكة وتبنتها الجامعة العربية.

وقال "بن صقر" إن القرار تأكيد من المملكة على سياسة السعي لحل القضايا الإقليمية وتقليل التوترات، والعمل على تخفيف حدة الصراع القائم فيها، تمهيدًا لإنهائه وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد حرص المملكة على توحيد الصف العربي، وإعادة الأهمية للجهود الجماعية العربية في حل القضية الفلسطينية، التي تعتبر قضية العرب التاريخية والمركزية، وينبع هذا الحرص من التزامها بالوحدة العربية ودورها كقائدة في العالم العربي.

المساعدات المالية

وشدد على أن أهمية الوجود السعودي في القضية الفلسطينية وذلك لاعتبارات عدة، منها استمرار الدور التاريخي الذي تقوم به المملكة منذ عهد المؤسس من تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية ــ سياسيًا وماليًا ــ إذ ساعدت في تمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية الحيوية.

وأشار إلى أن المساعدات المالية التي تقدمها المملكة تلعب دورًا حيويًا في دعم القضية الفلسطينية وتخفيف التحديات الاجتماعية والاقتصادية.

واختتم بالتأكيد على أن تعيين سفير سعودي لدى السلطة الفلسطينية يؤكد التزام المملكة بالقضية الفلسطينية ودورها كقائد إقليمي، ويعكس دعم السعودية الدبلوماسي للسلطة الفلسطينية، وجهودها للمساهمة في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.