نقرأ ونشاهد مئات المواضيع يومياً عن خلطات وأدوية طبيعية مكونة من الأعشاب لعلاج الكثير من الأمراض، بالطبع أقصد الأمراض البسيطة مثل الكحة والإنفلونزا ونزلات البرد وغيرها، لن أتحدث عن الوصفات التي يذكرها البعض من المغمورين وطالبي الشهرة على وسائل التواصل، ولكن سأتحدث عن تلك الوصفات التي يذكرها بعض الخبراء الموثوقين في علم الأعشاب مثل الدكتور جابر القحطاني وغيره الكثير، والتي أثبتت مدى ضلوعهم الكبير في هذه الوصفات وتحقيقها الشفاء، بإذن الله، هذه الخلطات التي يتم الحديث عنها يجهل الكثير منا مكوناتها؛ مما يجعلهم يتجهون إلى محلات العطارة لطلب تلك المكونات بكميات ربما تزيد أو تنقص مما يقلل من فاعليتها، لأن جميع العاملين في تلك المحلات من العمالة التي لا تفقه شيئاً في هذه الأعشاب، وربما اكتسبوا خبرة بسيطة من خلال الممارسة فقط، ولكنها بالتأكيد لا تعطيهم الحق في صرف تلك المكونات على حسب أمزجتهم، خاصة كما ذكرنا مع وجود جهل تام من قبل المريض بتلك الأعشاب.
يجب ألا نقلل من أهمية الوصفات الشعبية، لأننا توارثناها كابرًا عن كابر وأثبتت فاعليتها في الكثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث عنها، خلاف أنها طبيعية لا تحدث الضرر مقارنة بالأدوية الحديثة ومكوناتها، ولذلك من الأهمية إعادة الاستفادة من تلك الوصفات وتكريسها، والاستفادة منها قدر الإمكان، وسنحقق من جراء ذلك تقليل الاعتماد على الأدوية المستوردة بشكل كبير، مما يخفف، بإذن الله، الأعراض المصاحبة لها مقارنة بالعلاجات العشبية.
وحتى نحقق ذلك يفترض إيجاد صيدليات شعبية متخصصة في صرف مكونات تلك الوصفات العشبية الطبيعية تحت إدارة متخصصين ـ لا نطلب صيادلة ولكن متخصصين في الأعشاب ـ حتى نتأكد من أنها نفس المطلوب دون تغيير في الأنواع أو الكميات لنحقق الفائدة المطلوبة.
الصيدليات الشعبية موجودة في العديد من دول شرق آسيا، وتقوم بصرف تلك المكونات تحت إشراف متخصصين، ولديهم إقبال شديد من الجمهور الذي يحرص على تناول تلك العلاجات للكثير من الأمراض البسيطة.
من خلال تجربة المئات من المستفيدين أكدوا أن تلك العلاجات الشعبية حققت نجاحات مذهلة في بعض الأمراض لم تحققها الأدوية الحديثة، مما يحتم ضرورة الفسح لتلك الصيدليات الشعبية، ولكن تحت إشراف متخصصين.