- إن لم تستحِ فاصنع ما شئت، هذا أقل ما يقال عن تصريح وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، حيث تخطت الصياغة كل أنواع اللباقة العامة فضلاً عن السياسية، في وقت لم يأخذ في الاعتبار موقعه كوزير مؤقت في حكومة أقل ما يقال عنها إنها حكومة تصريف أعمال ودون استحضار موقع ومكانة دولة الكويت وتاريخها في دعم القضايا العربية، ولا تُعد هذه السقطة شاذة أو فريدة، فقد سبقتها تصريحات مست المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وقطر، وهي دول لم تدخر جهداً في دعم القضايا العربية والإسلامية بشقيها السياسي والاقتصادي، بل تعدى ذلك إلى الدعم العسكري والأمني والاجتماعي.
- وللأسف أن عددًا من الوزراء والمسؤولين في لبنان يتعاملون بفكر الشارع والشعبوية، وبعضهم يعمل ضمن إطار ممنهج يفكر في مرجعيته قبل الوطنية، رغم أن اقتصاد بلده ووضعها الأمني يئن تحت مقصلة الانهيار المالي والسياسي.
كما أن البعض لا يفرق بين ما يخفيه بين أضلعه من حقد وتبعية للخارج، وبين حاضر ومستقبل لبنان واللبنانيين، دون تقدير الموقف ووضعه في حجمه الطبيعي.
وتركوا مناقشة انفجار بيروت (في يوم ذكراه) وما سبقه من الأحداث الأمنية والسياسية التي أنهكت لبنان وأدت به إلى حافة الإفلاس وفقدان الأفراد أموالهم ووظائفهم حتى عزفت الدول المؤثرة عنه.
- لا يريد بعض المسؤولين سبر أغوار تاريخ لبنان بحربه وسلمه، والاقتناع بأن قمة اقتصاد وازدهار لبنان واستمرار أمنه وثبات حكومته، كان بفضل الله، ثم دعم دول الخليج، وبقيادة الشقيقة الكبرى السعودية، وأنه لن ينهض ما لم ينفض اللبنانيون أيديهم من تجار القضايا واللاعبين على وتر والشعبوية، والقضايا القومية التي لم تعُد تجدي نفعاً كما كانت.
- اللبنانيون قبل غيرهم أصبحوا اليوم أكثر قناعة بأن لفظ هذه العينات والجهات والأحزاب التي تدعمهم هي الركيزة الأساسية لعودة باريس الشرق إلى مكانه الطبيعي، وأن عسكرة لبنان وأعمال البلطجة لن تقودهم إلا إلى الهلاك.
@harbimm