حدد تقرير اقتصادي 3 متغيرات رئيسية تؤثر على الأداء الاقتصادي العالمي، باستخدام مؤشر التضخم المزمن، وهي: معدل التضخم السنوي على شكل مؤشر أسعار المستهلك، ومعدل البطالة، ونمو الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح التقرير أن مفهوم التضخم المزمن يعد سيناريو يتميز بنمو اقتصادي ركودي مرتبط بالتضخم، فيما يوفر مصطلح مؤشر التضخم المزمن -الذي يجمع بين الثلاثة متغيرات- منظورا متعدد الجوانب حول الأداء الاقتصادي خلال فترات التضخم المزمن.
مؤشر أسعار المستهلك
أفاد بأن مع نهاية الأسبوع الماضي، وجد العالم المالي نفسه على عتبة آخر تقرير لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة لشهر يوليو، فيما بدا أن معدلات التضخم التي عرضها التقرير تماشت بشكل كبير مع التوقعات.
وأفاد بأن مقياس التضخم "فيتز"، الذي يعكس جاذبية وثقة باردة في الإجمال، يواصل إظهار نشاط معين، متوقفاً حول نسبة 3.5%.
ولفت إلى أن السوق يتعامل مع تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأخير كجزء طارئ من سلسلة طويلة من التقارير المستقبلية وردود الفعل المتوقعة، إلا أن نظرة السوق الجايعة تمتد إلى ما وراء التقرير الخاص، مستهدفة تمييز الاتجاهات الأوسع وتوقع ردود الفعل في الأسعار المستقبلية.
وذكر التقرير أن مع عودة الطاقة بقوة إلى الضوء تثير أسئلة حول الديناميكيات المعقدة التي تشكل المشهد الاقتصادي العالمي الحالي.
أسعار الذهب
ونوه بأن الذهب في الآونة الأخيرة دخل مرحلة من التوقف محصورا ضمن نطاق سعري يتراوح ما بين 1900 - 2000 دولار للأوقية، فيما يتزايد غموض التحليلات المحيطة بسلوك الذهب عند وضعه في سياق ذروة متوقعة لأسعار الفائدة.
وقال التقرير: إن التساؤولات حول عدم ارتفاء الذهب إلى مستويات أعلى في ظل تلك الظروف، يجب التعرف على مفهوم "الكونتانجو" لتقديم تفسيرات لتصرفات سوق الذهب الحالية.
وأضاف أن تكلفة الاحتفاظ بمركز للذهب يبدو أنها قد تسببت في ظهور حاجز شديد الانحدار، موضحا أنه يُمكن للشخص أن يستثمر في الذهب اليوم ويحتفظ به لمدة عام، أو بدلاً من ذلك، يمكنه تخصيص الأموال لسندات الخزانة الأمريكية فيما يؤدي الخيار الثاني إلى عائد سنوي يقارب حوالي 6%، وهو مبلغ يعكس الزيادة المتوقعة في قيمة الذهب خلال نفس الفترة.
وتابع: "تتحول هذه الديناميكيات الرائجة إلى عقبة، تُحول دون انخراط مديري الأصول المتحمسين بشكل كبير في استثمارات الذهب ويزداد تعقيد الوضع بشكل أكبر من خلال تذبذب تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة. هذه الأدوات المالية، التي تعكس مشاعر المستثمرين، شهدت سلسلة من عمليات الاسترداد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب التقرير تشير هذه الاتجاهات إلى النهج الحذر الذي اتخذه المستثمرون، نتيجة للتعقيد الناجم عن الكونتانجو.
أسواق النفط
وأشار إلى أن أسواق النفط، عالم متأثر على نفس النحو بديناميكيات الإمداد المعقدة والاعتبارات الجيوسياسية، فيما تشكل منظمة أوبك+ شخصية محورية في هذا السيناريو، إذ تمتلك تأثيراً كبيراً على مستويات إمدادات النفط.
ووفقا للدراسة، تقف استراتيجية مدروسة تتضمن تخفيضات في الإنتاج، بقيادة المملكة العربية السعودية، كشاهد على التفاعل المعقد بين الإمداد والتسعير، في حين تؤكد دوافع اللاعبين الرئيسيين، مثل المملكة العربية السعودية وروسيا، التداخل المعقد بين العوامل الاقتصادية والسياسية.
سوق صرف العملات الأجنبية
وأوضح أن سوق صرف العملات الأجنبية شهد تذبذباتٍ واضحة وظهر اتجاه ملحوظ حيث أظهر الدولار الأمريكي نمطاً من الضعف أمام عملات مثل الين الياباني والدولار الأسترالي والرنمينبي الصيني.
وأفاد رئيس إستراتيجيات الأسهم لدى ساكسو بنك، بيتر غارنري في التقرير بأن القوة الدافعة الكامنة وراء هذا الاتجاه هي عوائد السندات المتذبذبة في الولايات المتحدة، والتي تمتد بالضرورة عبر المشهد الاقتصادي العالمي، مؤثرة على تقييمات العملات.
أما فيما يتعلق بتقارير الأرباح المقبلة ضمن أداء قطاعات مختلفة، فسلط التقرير الضوء على نتائج الربع الثاني لشركة أليبابا باعتبارها متميزة وسط عناوين مضطربة تنبع من الصين.
وقال: "نترقب الأسبوع المقبل مجموعة متنوعة من إصدارات الأرباح، تتراوح بين العلامات التجارية الفاخرة وعمالقة التكنولوجيا، جميعها مستعدة لتقديم رؤى قيمة حول أداء القطاعات واتجاهات السوق".