- خسر الهلال قبل أيام البطولة العربية على كأس الملك سلمان «يحفظه الله»، وحسب تصريح سمو وزير الرياضة بأن البطولة ودية، ومع ذلك استشاط الهلاليون غضبًا على فريقهم بعدم الحصول عليها، رغم تقدم الهلال بالنتيجة والعدد، على أدائه السيئ من لاعبين ومستوى فني، الهلاليون رسَّخوا ثقافتهم على جدران النادي منذ بنائه وتأسيسه، وأصبحوا لا يفرقون بين مباريات المعسكر أو الرسمية ولا الودية ولا نهائي القارة أو كأس العالم.
- ولن أنأى بنفسي وألبس ثوب الحياد، فأنا منهم استشطتُّ غضبًا كذلك، ورغم مواساة غير الهلاليين لي بقولهم: أنتم فريق بطولات وتملكون الكثير منها، وفي كل عام تحققون بطولة أو اثنتين أو أيضًا ثلاثًا، فردّي كان عليهم أننا لا نحسب ما نحصل عليه بل نحسب ما فقدنا؛ لأنه في نظرنا الأصل عدم التفريط وليس التحقيق، ولو اكتفينا بما نحقق لأصبحنا كبقية الفرق، ولكن هذه هي الخلطة غير السرية، يحقق الفريق البطولة تلو الأخرى ويجندل الفرق كذلك، ومع ذلك تُعد إدارة النادي تحت أكبر ضغط من مطالبات الجمهور إما بتغيير مدرب أو تعديل التشكيلة أو جلب لاعب وإقصاء غيره، ولا يستمعون لكل مَن يطالب بالاكتفاء بما تحقق، هذا هو الهلال أسد نهم لا يشبع، لم يكتفِ الهلال بأنه قابل كبار الدوري ولا الخليج ولا العرب ولا آسيا، بل أبطال أوروبا في محافل عالمية رسمية، قابل تشيلسي بطل أوروبا 2021م في كأس العالم بدور الأربعة، وكان ندا قويا له وخسر بفارق هدف، ثم قابل أعظم نادٍ في كرة القدم عبر التاريخ والحاضر، وأعتقد المستقبل ريال مدريد بطل أوروبا 2022م في نهائي كأس العالم للأندية، وكان ندًّا شرسًا له، وخسر بهدفين. هذا كله ما جعل الهلال يتربع على القمة دائمًا، رغم كل متغيّرات الزمن لماذا؟ لأن الثقافة الهلالية راسخة في عقلية كل الهلاليين، إداريين ولاعبين ومدربين وجماهير وأعضاء شرف، وكل مَن ينتمي لهذا الكيان العظيم بأي شكل من الأشكال، أتذكّر المدرب البرتغالي «بيسيرو» أقاله الهلاليون، رغم أنه كان متصدرًا للدوري بسبب أن مستوى الهلال لم يكن مقنعًا وكذلك كندينو البرازيلي، وأخيرًا جارديم البرتغالي الذي حقق كأس آسيا، ولعب كأس العالم مع الهلال، أُقيل لأنه لم يكن مقنعًا، وحقق الهلال بعد كأس الدوري بنفس الموسم، الهلال لا يرضى إلا باللقب.. لا مستوى ولا مكاسب أخرى تقنعه وترضيه، الأول، والأول فقط، ولا غيره.
- يظن الآخرون أن الهلاليين سعداء وهانئو البال، وأقول: لا وألف لا، فلم يكن النجاح إلا بالتعب والجهد، وهذه هي معادلة الإنجازات الهلالية. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم، وأقول (النوايا الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_Alsuhaimi