لا يقاس النجاح دومًا بمقدار الذي المال الذي يجمعه الفرد خلال فترة زمنية معينة، بل للنجاح معايير عدة يعد المال أحد وجوهها. والمدهش في الأمر أن من يقول ذلك ليس شخصاً عادياً، بل هو رجل الأعمال والملياردير الأمريكي مارك كوبان، الذي استعرض "وصفته السحرية للثراء والسعادة"، في حوار مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
قال مارك كوبان إن صافي ثروته ليس هو جوهر الأمر الذي يجعله ثرياً، بل الأمر يتخطى ذلك إلى قدرته على استمرار تصميمه على القيام بعمل مُرضي كل يوم. وأكد كوبان:" النجاح ليس بالضرورة مقدار المال الذي لديك، فأنا شكلت معظم ثروتي في 8 سنوات فقط، والفضل كله يرجع إلى العقلية الإيجابية التي أدير بها حياتي".
وذكر كوبان، البالغ من العمر 65 عامًا: "أن النجاح، يتمثل في تحديد هدف والقدرة، والاستيقاظ كل صباح وأنت تشعر بالرضا عما حققته، حتى تتمكن من حصد مزيد من الإنجازات".
وتبلغ صافي ثروة كوبان، وهو رائد الأعمال ونجم البرنامج "شارك تانك" على قناة إيه بي سي نيوز الأمريكية، 5.1 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس. وجاء ربحه الأول والأكبر في عمر الــ32، عندما باع شركته الأولى، التي لم تكن إلا شركة برمجيات تحمل اسم "مايكروسولوشنز"، واستحوذت عليها شركة "كومبيو سيرف"، مقابل 6 ملايين دولار.
ونتيجة العمل الجاد، أصبح كوبان مليارديرًا بعد ثماني سنوات عندما باع شركته الثانية "برودكاست. كوم"، إلى الشركة العملاقة "ياهو" مقابل 5.7 مليار دولار.
ومن السهل القول، أنه من الممكن التقليل من أهمية المال عندما يكون لدى الشخص الكثير منه، لكن كوبان أكد على فكرة، أنه سيكون سعيدًا بنفس القدر بدون أصوله المالية الضخمة، وأنه سيكون راضياً "بالتأكيد"، إذا كان لديه، فقط 1% من صافي ثروته إذا كان لديه ”نفس عائلته ومقربيه وكل شيء يحبه"، وهذا الرضا هو وضفته السحرية للثراء.
وربما تكون هذه أخبارًا جيدة لرواد الأعمال الطموحين، ممن يرى الكثير منهم أن حلم الثراء أصبح بعيد المنال بشكل متزايد وسط مستويات عالية من التضخم، ومواجهتهم تحديات في مناخ الأعمال.
وذكر كوبان: "حققت أول إنجازاتي الحقيقية عندما كنت في الخامسة والعشرين من عمري، وأنا أفعل ذلك مرة أخرى، لأنني أفكر باستمرار في ماذا يمكنني أن أفعل لأكسب المال لكن دون تأنيب نفسي أو الشعور بكراهية لأحد".
واختم بقوله: "إذا استيقظت كل صباح مبتسمًا ومتحمسًا لهذا اليوم، فستنجح على الأرجح.. لأن النجاح يبدأ من داخلنا وكذلك الفشل".