يشكل الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي مجموعة عمل جديدة معنية بالذكاء الاصطناعي، وذلك في حرصٍ منهم على إعطاء الأولوية لمحاولة منع التزييف، والذي يعني حدوثه إحداث فوضى في الحياة الشخصية للكثيرين، والأمن القومي والانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
سيترأس النائب الديموقراطي ديريك كيلمر، عن ولاية واشنطن، مجموعة عمل الذكاء الاصطناعي الجديدة في الائتلاف الديمقراطي الجديد، وهو كتلة مكونة من 97 عضوًا من أعضاء مجلس النواب الذين عادة ما يتجنبون الأضواء لكنهم يمارسون تأثيرًا كبيرًا على السياسة داخل التجمع.
وسيركز المشرعون على العديد من الأولويات، بما في ذلك الاستفادة من الفرص التي أتاحها الذكاء الاصطناعي وضمان إمكانية إعادة تدريب الموظفين والعمال الذين فقدوا وظائفهم، ودعم وظائف أخرى.
لكن التزييف العميق، يعد القضية الأبرز، بسبب كيفية استخدامه لنشر المعلومات الخاطئة والمضللة. ويمكن أن يتراوح هذا من نشر الدول الأجنبية لمعلومات سياسية أو اقتصادية مضللة، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء وسائط مزيفة للإضرار بسمعة الأفراد.
قال كيلمر: "هناك قلق حقيقي بشأن احتمال أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى توليد معلومات مضللة، وقلق حقيقي بشأن إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة".
وأضاف: "وهذا هو الأمر المهم الذي يتطلب من الكونجرس أن يعمل عليه ويعالجه، بل ويصبح أذكى وأسرع".
كان كيلمر في السابق جزءًا من مجموعة من المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في مجلسي النواب والشيوخ الذين حثوا وزارة الأمن الداخلي على تقديم تقرير سنوي عن التطورات الرقمية وطرق التزوير.
وقدم النائب جو موريل، وهو عضو آخر في مجموعة عمل الديمقراطيين الجدد، تشريعات من شأنها أن تجرم مشاركة الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي تُظهر أشخاصًا حقيقيين في مواقف مزيفة ومهينة.
ووجد تقرير نُشر عام 2019 أن 96٪ من جميع مقاطع الفيديو المزيفة كانت إباحية وغير توافقية، أو مضللة وكاذبة.
هناك جانب آخر مثير للقلق بالنسبة للعديد من المشرعين، وهو ما يمكن أن تعنيه الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في عالم الإعلانات والحملات.
واستخدمت لجنة سياسية تدعم الحاكم الجمهوري لفلوريدا رون ديانتيس الذكاء الاصطناعي مؤخرًا في إعلانٍ، جرى فيه تكرار صوت الرئيس السابق دونالد ترامب وهو يقرأ منشورًا.
واحتوى إعلان منفصل من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري على صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لكوارث افتراضية يمكن أن تحدث خلال فترة ولاية ثانية للرئيس جو بايدن، مثل تعرض تايوان للقصف من قبل الصين.
جدير بالذكر أنه تم تقديم مشروع قانون يطلب من الإعلانات الكشف عن استخدام الصور أو مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في مجلس الشيوخ من قبل السناتور الديموقراطية من مينيسوتا آمي كلوبوشار في مايو الماضي.