- وفقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠، نرى استهدافا لتحقيق مجموعة شاملة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، وذلك من خلال توفير مستوى معيشي ملائم لأفراد المجتمع، حيث تسعى المملكة بشكل مستمر إلى تحقيق التنمية المستدامة وتوفير جميع الحقوق والحريات للمواطنين في جميع مراحل حياتهم بما يضمن تحقيق التقدم والازدهار للأجيال الحالية والمستقبلية، ومن الفئات التي تحرص عليها المملكة هي فئة كبار السن، وشخصيا سأعتمد وصف «كبار الوطنيين» بدلا من «كبار السن» على تلك الفئة، بما أنهم يتمتعون بمكانة عالية واهتمام كبير من قبل الدولة، وأيضا يحظون بتقدير واحترام كبير بين جميع أطياف المجتمع.
- لكل دولة إستراتيجية خاصة في تقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة لكي تحافظ عليها وتسهل عليهم هذه المرحلة العمرية، وتختلف تلك الإستراتيجيات باختلاف نسبة الشيخوخة من مجتمع لآخر، ولكن تشترك في هدف واحد ألا وهو المحافظة على هذه الفئة، وفي المملكة تعتبر هذه الفئة جزءا هاما من الاقتصاد الوطني، وتولي حكومة المملكة اهتماما بالغا في دعمهم ورعايتهم، وذلك من خلال تقديم مجموعة متكاملة ومميزة من الخدمات والمبادرات التي يتم من خلالها تحسين مستوى معيشة تلك الفئة الغالية علينا جميعا، وتمكينهم من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم، ومن أبرز تلك الحقوق «حق الرعاية، حق الاختيار، وحق الحماية».
- قبل عدة أيام تم إطلاق حملة توعوية بعنوان «كبيرنا عزيز»، وتستهدف تلك الحملة تعزيز الاحترام والتقدير لتلك الفئة وإبراز أهمية دورهم في المجتمع، وتوطيد الروابط الاجتماعية بين كافة أفراد المجتمع وأطيافه وذلك للمساهمة في رفع مستوى إنتاجية الفرد، وهو ما ينعكس أثره إيجابا على دفع عجلة التنمية في مختلف مجالاتها، وحققت تلك الحملة الاستثنائية تفاعلا إيجابيا كبيرا بين أفراد المجتمع «أفرادا وجهات عامة وخاصة»، وتجاوب معها الجميع بحماس مما يعكس ذلك مثالا حيا على التلاحم والتكاتف والتعاون المجتمعي بين أفراد المجتمع في المملكة.
- الحملات الإعلامية التي تطلقها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تستهدف نشر التوعية والتثقيف المجتمعي لإبراز حقوق تلك الفئة، وتعكس مدى حرص المملكة على تقديم الرعاية الكاملة والمميزة لتلك الفئة، وذلك بهدف الحفاظ عليهم والحفاظ على كرامتهم كإنسان قبل كل شيء، والعمل على عدم إهمال هذه الفئة بداية من الأسرة إلى المجتمع، بالإضافة لذلك تقدم الوزارة خدمات ومبادرات عديدة لخدمة ورعاية هذه الفئة الغالية على مجتمعنا، وتسعى الوزارة من خلال تلك الخدمات والمبادرات إلى تعزيز صورة المملكة الريادية في حفظ حقوق تلك الفئة والاهتمام بهم وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، وتحسين نمط الحياة المعيشية لهم من خلال تسهيل وتذليل جميع التحديات التي تواجههم، ولذلك نجد اهتماما كبيرا في تمكين تلك الفئة من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم، ونجد تنوعا في تنظيم وتنفيذ برامج مناسبة لهم لتعزيز اندماجهم في المجتمع، وتشجيع القادرين منهم على العمل.
- ختاما؛ ديننا الإسلامي والقيم الإسلامية الحميدة تحثنا على توقير واحترام المسنين، وإبراز دورهم في تنمية وخدمة المجتمع وقدرتهم على العطاء، ونحن كأفراد علينا أن نؤدي الرسالة ونتكاتف جميعا في إبراز أجمل ما لدى تلك الفئة الغالية علينا وحفظ حقوقهم، وتوفير الدعم اللازم لهم ليصبحوا عنصرا أكثر فاعلية في المجتمع.