- تسجل صناعة التأمين في العالم اليوم تقدما ملحوظا على صعيد خلق الفرص الاستثمارية، وتوظيف الكوادر، بل أنها في بعض دول مجموعة العشرين باتت تسجل مساهمة تتنامى في الناتج المحلي، ومن هنا تبرز أهمية هذا القطاع... والمملكة العربية السعودية بدورها تعتبر واحدة من أكثر دول مجموعة العشرين حيوية ونموا، وتمتلك في الوقت ذاته قطاعا ماليا قويا وحيويا.
- وقبل أيام قليلة دخل قطاع التأمين السعودي مرحلة جديدة، وذلك بصدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء هيئة التأمين، فيما يأتي قرار مجلس الوزراء داعما قويا نحو تطوير قطاع التأمين الواعد في المملكة، ليكون ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ويعزز من منظومة إدارة المخاطر، حيث من المتوقع أن يسهم وجود كيان مستقل موحد معني بتنظيم قطاع التأمين بالمملكة في تعزيز كفاءة هذا القطاع ورفع مساهمته في الناتج المحلي غير النفطي، ومواكبة تطورات صناعة التأمين حول العالم.
- وبحسب المعلومات المتاحة في هذا الشأن، فإنه من المنتظر أن تستكمل الهيئة الجديدة مسيرة البنك المركزي السعودي في تطوير قطاع التأمين، وذلك من حيث توفير البيئة المناسبة، لخلق كيانات تأمينية قوية قادرة على المنافسة والنمو، ودعم استقرار قطاع التأمين بشكل خاص، والاقتصاد الوطني بشكل عام، وضمان عدم التأثير على مصالح المستفيدين وحملة الوثائق.
- وشهد قطاع التأمين تحت مظلة البنك المركزي السعودي العديد من التطورات في البنية التشريعية والتنظيمية والفنية، بما فيها مواكبة تطورات التقنية المالية، وتقديم الخدمات والمنتجات المبتكرة، إضافة إلى إطلاق مبادرات تعنى بدعم المراكز المالية للشركات، وتطوير كوادر وطنية فنية متخصصة.
- وفي ضوء جميع هذه المعلومات... يمكنني القول إن قطاع التأمين السعودي بات يقف اليوم على عتبة مرحلة جديدة، فيما من المتوقع أن تصبح صناعة التأمين في المملكة قادرة بشكل أكبر على خلق الفرص الاستثمارية، وابتكار العديد من الأساليب الإبداعية التي تواكب تطور هذه الصناعة في العالم أجمع.
- وفي الوقت الذي باتت فيه الجامعات السعودية اليوم تخرج بدورها الكوادر الوطنية المتخصصة في قطاع التأمين من جهة، أصبحت المملكة وجهة للكثير من الخبرات الأجنبية المتميزة في هذا القطاع الحيوي من جهة أخرى، وسيمنح كل ذلك فرصة كبرى لتطوير قطاع التأمين، كما أن توافر الكوادر البشرية المتخصصة ستمنح هذا القطاع أفقا أرحب للنمو، جنبا إلى جنب مع الجهود التي من المتوقع أن تقوم بها الهيئة الجديدة.
- شكرا للبنك المركزي على كل ما قدم خلال المرحلة الماضية لقطاع التأمين السعودي... والذي بات يرتكز على بيئة تشريعية وتنظيمية صلبة، وكل الدعوات لهيئة التأمين بأن تستكمل النجاحات، وأن تحدث نقلة نوعية كبرى في صناعة التأمين في المملكة... بما ينعكس بشكل إيجابي على المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق الفرص الاستثمارية، والأخرى الوظيفية.
@shujaa_albogmi