يشعر بعض المستثمرين في الأسواق الدولية بــ"ثقة مفرطة" بشأن أسهم شركات الذكاء الاصطناعي رغم أن نجاحها قصير المدى، ولم تثبت نفسها بقوة في السوق على غرار العديد من القطاعات الراسخة الأخرى، وهو أمر خاطئ وقد يضر بمحفظة المستثمرين في نهاية المطاف، وفقًا لما قاله مايك كوب، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "مورنينج ستار إنفيست مانجمنت"، في حوار مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
أضاف كوب، في الحوار الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "رغم تراجع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي منذ بداية أغسطس، فقد أدى التفاؤل بشأن قدرة هذه الأسهم على تحقيق الأرباح المستقبلية إلى دعم مؤشر ناسداك المركب التقني، بإضافة أكثر من 31٪ سنويًا حتى الآن، بينما ربح مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ما يزيد عن 16٪ بفضل هوس المستثمرين بها".
وذهب بعض المحللين إلى تفسير الأمر بالقول إن هناك "فقاعة جديدة في قطاع التكنولوجيا"، حيث تركز مكاسب السوق على عدد صغير من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل شركة "إنفيديا".
وأغلقت أسهم شركة "إنفيديا" قبل أيام مرتفعة بنسبة 190٪ حتى الآن هذا العام، بينما أغلق سهم شركة "ميتا" على ارتفاع بأكثر من 154٪ وتسلا 99٪.
وذكر كوب: "إذا نظرت إلى ما حدث خلال العام الماضي، يمكنك أن ترى كيف وصلنا إلى تلك المرحلة، حيث ظهر هوس الذكاء الاصطناعي للضوء في نوفمبر، ممثلا في تطبيق شات جي بي تي، ثم ظهرت إعلانات الاستثمار الضخم في الذكاء الاصطناعي من الشركات، لكن كل هذا هذا قد يتبخر على المدى القصير".
وأضاف: "لدينا وعي حول كيفية تسارع الأمور بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي. لقد استحوذ على خيال الجمهور وشهدنا زيادة في عدد مستخدميه بشكل واصح. لكن النجاح لا يشمل كل زوايا القطاع".
وأردف: "بعد ذلك، ارتفعت الأسعار بشدة لدرجة أنه يبدو لنا أن الناس في الحقيقة لديهم ثقة زائدة بشأن قدرتهم على التنبؤ بكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الأشياء".
وفي هذا السياق، أكد كوب أن منحنيات الأسهم طويلة المدى لا يمكن التنبؤ بها، لافتاً إلى أن التراجع "يمكن أن يستغرق وقتًا، ويمكن أن يخرج الفائزون بمكاسب محدودة".
وأردف بقوله: "ضع في اعتبارك أن ما يمكنك توقعه عندما تدفع سعرًا مرتفعًا للغاية. فمع تسارع وتيرة التغيير التكنولوجي، فإن ذلك أيضًا يعني أنك يجب أن تكون أقل ثقة بشأن التنبؤ بالمستقبل والمراهنة عليه بشدة ودفع ثمن باهظ للغاية مقابل خسائر الأسهم المتوقعة".
ووصف كوب التركيز على أسهم الذكاء الاصطناعي بـ"النقطة الخطيرة للمستثمرين"، وشدد على أهمية تنويع المحافظ والبقاء على دراية بتقييمها.
كما نصح المستثمرين بالبحث عن الأسهم القادرة على تجاوز مخاطر الركود والتسعير في حالة حدوث ركود في الولايات المتحدة. واختتم: "على المستمرين النظر إلى مدى ارتفاع السعر الذي سيحصلون عليه مقابل ضخ أموالهم في أسهم الذكاء الاصطناعي للشركات الفردية"، ونصحهم بعدم تركيز محافظهم الاستثمارية بالكامل عليها.