الجملة لشكسبير (ما اشقى من لا صبر لهم) ذكرتني بحكمة سمعتها من العم صالح البوناصر الملحم عام ١٩٨٣ في لندن في مبنى (Campden Hill Towers) حيث كنا ننتظر المصعد في الدور ال١٣ و بعد ان ضغطت على زر طلب المصعد تكراراً و مراراً قال لي حكمته التي لا انساها (الأصانصير موب خوي المستعجل) !
كلا الجملتين استحضرتها خلال الشهرين الفائتين بمتابعة جماهير و أعلام الهلال الذي كان غير قادراً على الصبر لإنجاز الميركاتو الخاص به و كاد ذلك الصبر ان يتحول لإنفجار بعد خسارة نهائي البطولة العربية امام النصر لإعتقادهم ان جودة اللاعبين هي من صنعت الفارق و منحت النصر لقباً غالياً مستحقاً و أن تأخر المفاوضين في انجاز صفقاتهم سيعصف بفريقهم لا محالة و بعد ذلك و في مدة اقل من الأسبوع اذا بالهلال يبرم عقوداً مع نيمار و بونو و الميتروفيتش و مع تلك الصفقات هدأت حدة و نبرة و تفاعل الهلاليين و تحولت من إنتظار الصفقات إلى إنتظار للبطولات و هو ما تعود عليه الهلاليين !
صفقة نيمار اخذت ابعاداً عالمية واضحة كما حدث مع رونالدو و بنزيما من قبل و تلك الأسماء الثلاثة بالذات فائدتها الإعلامية و الترويجية و التسويقية ربما تطغى على فائدتها الفعلية داخل الملعب فشاهدنا خلال يومين فقط و قبل وصول نيمار الآف القمصان الهلالية برقم نيمار تم بيعها و الفيديو الخاص بتوقيعه يتعدى مئات الملايين من المشاهدة و لكن نيمار يبدو صحياً و لياقياً غير جاهز لخوض غمار المباريات و برغم ذلك فإن قدومه نقطة مضيئة في دورينا و هي خطوة من خطوات كبيرة و متسارعة لولاة امرنا لجعل دورينا في القمة عالمياً !
قمة الدوري بعد جولتين تقاسمها قطبي جدة و إتي الشرقية و مهما اختلفت الأسماء و جودة اللاعبين فكرة القدم لا تعترف الا بما يقدم داخل ارض الملعب فليس غريباً تعثر اي من الفرق الاربعة التي حظيت بالنصيب الأكبر من الصفقات المميزة و ما خسارة النصر لأول مباراتين و تعثر الهلال امام الفيحاء الا دليلاً قاطعاً ان كرة القدم لها ظروفها و احداثها التي لا تخطر على البال و هذا ما يزيد حلاوتها و متعتها و استذكر جملة قالها الخال العزيز ابو محمد (لنستمتع بهؤلاء اللاعبين الكبار و الدوري يذهب لمن يستحقه) !
اعلامنا العزيز و كما ذكرت في اكثر من مقال يجب ان يواكب هذا التحول الجبار و المتابعة العالمية لاحداث كرتنا فبعض اعلامينا هداهم الله يتعاملون مع المتابعين باسلوب لا يجلب الا التهكم و السخرية عليهم سواء من الجمهور المماثل لهم في الميول او الجماهير الأخرى و بعضهم للأسف يريد ان يستخدم اسلوب السخرية الدرامية و هو لا يفهم متى و كيف تستخدم فتصبح كلماته وبالاً عليه !
الدوري منافساته طويلة و تعثراته و مطباته كثيرة و ستتغير القمة و المطاردين مع مرور الجولات فلننتظر التشويق و الإثارة و توالي المباريات و لا نكون كمن (لا صبر لهم) فكل شيء يحدث في وقته المحدد بالإصرار و العمل الممنهج و لنتذكر و نفسر و نتفهم ان (الاصانصير موب خوي المستعجل) !