رصدت "اليوم" أحد مشاريع الطلبة الموهوبين في المملكة وهو مازال في المرحلة الثانوية، والذي استطاع بعد العمل وإشراف لمدة شهر متواصل من الدكتور المهندس إياد طلال عطار أحد أعضاء هيئة التدريس من قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات، من تطبيق مشاريع نوعية أحدها تتمثل في تدوير عظام الدجاج في مجال إضافة عناصر معدنية للأسمدة ومشروع آخر في تطوير النظارة الذكية لقياس نبضات القلب.
الإنجاز تحقق بعد منافسة مع 19 مشروعًا بحثيًا وسبع أكاديميين مشرفين على مشاريع أخرى، حيث جرى إعداد خطة تدريبية خاصة من المشرف قبل بداية البرنامج بأشهر، خاصة أن الطالب قد لا يكون لديه مهارات البحث العلمي والمواضيع التي يتم الإشراف عليها في الماجستير والدكتوراه قد لا تكون مناسبة له، فتم مراعاة ذلك في تعليم الموهوب مع تبسيط للمعلومة.
بدأ البرنامج بتدريب الطالب على أصول البحث العلمي باكتساب مهارات بحثية وكتابية وتعلم كيفية منهجية البحث العلمي ومهارات العرض وكتابة الملصق العلمي ومبادئ أساسية في الدوائر الإلكترونية ومن ثم تم البحث عن مشاريع سوياً مع المشرف حتى يختار الموهوب المشروع المناسب، ويرى المشرف أهمية ذلك لأن الموهوب اذا اختار مشروعه سيكون شغوفاً به، ووقع اختيار الطالب على موضوع "عظام الدجاج" .
لماذا عظام الدجاج؟
وعن اختياره للمشروع أوضح الطالب الموهوب بسام السفري في مرحلة الثانوية بسبب أن الدجاج يعتبر العنصر الغذائي الأول حول العالم، وبحسب الدراسات فإن المعدل العالمي لاستهلاك الدجاج يصل إلى 9 مليار حبة سنوياً وأن السعودية بين الأعلى عالمياً بـ 1.38 مليون طن سنوياً في استهلاك الدجاج.
وقال نبعت فكرة المشروع بتدوير عظام الدجاج خاصة بأن الدراسات والمشاريع حول ذلك نادرة، فتم البحث عن المشاريع السابقة في تدوير الدجاج واتضح أن هناك تدوير لاستخدامها كوقود حيوي (Biogas) أو الطريقة "بوكاشي" اليابانية الكيميائية والتي تأخذ حول اسبوعين لتحويل المواد العضوية إلى مقوي للسماد (Fertilizer) فتم العمل على نظام ذكي يقوم بوضع عظام الدجاج ومخلفات الطعام وبعض الأسمدة وخلطها بنظام ذكي يتحكم بسرعة وحركة وحرارة المكونات، وينبه المستخدم أو المزارع بانتهاء التحويل أو بوجود خطأ يمنع التحويل فيقوم المستخدم بعكس دوران الخلط في عكس عقارب الساعة.
وكان البرنامج يتطلب وجود مشروع واحد ولكن أصر الطالب الموهوب على العمل على مشروع صحي آخر في نفس الوقت وهو ما أيده المشرف، حيث يحدث ذلك مع الباحث العلمي فيعمل على أكثر من مشروع في آن واحد، وهي مهارة أراد تعليمها للطالب، علاوة على العمل الجماعي، حيث ساعده في المشروع الطالب الموهوب إبراهيم المحمود تم تطبيقها.
وتابع "السفري" قائلًا إن المشروع الثاني تتلخص فكرته في أن الساعات الذكية حالياً تقيس نبضات القلب ولا يوجد نظارة ذكية معتمدة تقوم بذلك فتم العمل على تطوير نظار ذكية تقيس نبضات القلب باستخدام الدائرة الكهربائية.
وتظهر نبضات القلب والإشارة الكهربائية في النظارة بشكل لحظي عند وضع الأصبع في المكان المخصص له في الدائرة الكهربائية ولها عدة استخدامات منها لمن لديه مشاكل في القلب ولكبار السن تمكنه من متابعة نبضات قلبه وقادرة على إرسال البيانات عن طريق نظام ذكي للمستشفى أو الأخصائي المعالج له وللتأكد من فعالية الأدوية، كما أنها ممكن استخدامها للرياضيين في عملية الركض والهرولة لمتابعة معدل نبضاتهم بشكل مستمر.
مواجهة التغير المناخي
من جهته قال الدكتور إياد طلال عطار، إن ظاهرة التغير المناخي حول العالم أكدت على أهمية العمل على مشاريع وحلول صديقة للبيئة وأن المملكة تعمل على ذلك بإطلاقها مبادرة السعودية الخضراء في ظل رؤية المملكة 2030، ومن بداية البرنامج أوضح للطلاب أهمية العمل على مشاريع تطبق مبدأ السعودية الخضراء التي تحفز على استدامة الموارد وهو ما تم في برنامج موهبة، حيث تم البحث والعمل عن مشاريع بحثية خضراء يجعل الجيل الموهوب متبني لتلك المبادرة منذ الصغر.
وأوضح أيضاً أن جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في كلية الهندسة ومركز التميز البحثي في الأنظمة الهندسية الذكية سخرت كل المعامل والأدوات اللازمة لنجاح البرنامج، مبيناً طموحه في مساعدة وطنه في ايجاد بدائل لاستخدام الطاقة الغير متجددة وتشرف بكونه أحد المشرفين التنفيذيين لأحد المشاريع الحاصلة على المركز الأول في المسابقة لبرنامج موهبة للأثراء البحثي في العلوم الهندسية.