- لا يهدأ هاتفي الجوال من رسائل تحتوي على عروض تسويقية بشكل يومي، بعضها مفيد لي ولمقدم المنتج، وبعضها مفيد لأحدنا فقط، وبعضها ضار للطرفين، الوعي بمظلة التسويق التي تندرج تحتها أمور كثيرة من الدعاية والترويج والإعلان وغيرها الكثير، أمر ملاحظ وبدأ يتضح يومًا بعد يوم، إلا أنه لا يزال يجد بعض الاجتهاد السلبي من غير المختصين، فالتسويق علم مستقل يُدرس بالجامعات كالطب وعلوم الفضاء والهندسة والرياضيات، وليس من نظام «خذني جيتك» الذي يقتصر على بضاعة في المستودع تحتاج إلى تصريف.
- ألاحظ الشركات الكبرى تتبع إستراتيجية الإتحاد أو التحالف Alliance وهي مثلا أن أحد المتاجر الكبيرة والبقالات تعرض عليك خصمًا بقدر معيّن مقابل استخدام بطاقة من بنك معين، مثل عروض الفنادق وخطوط الطيران، ومثل نقاط شركات الإتصالات والبنوك مع المتاجر. فأن تجعل العميل وفيًّا معك يفضلك على منافسيك يجب أن يجد ميزة تنافسية تنعكس عليه بالفائدة المباشرة، ألاحظ هذه المنافسة بالذات بين البقالات الكبيرة، والتي يسأل موظفوها عند الحساب عن رقم هاتفك المحمول لإرسال العروض الترويجية والتسجيل في التطبيق الخاص بهم، عروض مخفضة على الأصناف واسترداد نقدي وتوصيل مجاني وخلافها، وحقيقةً هي مميزات رائعة تمكّن المتجر من توسيع قاعدة العملاء، وأيضا توفر وقتك وجهدك فتطلب حاجياتك من منزلك عبر التطبيق، وتنتظر التوصيل بالوقت الذي يناسبك، ويأتيك محفوظًا وحتى مبردًا إن لزم الأمر.
- البنوك أيضًا لم يفتها ذلك، فبدلًا من أن كانت فقط تعتمد على القروض والفائدة منها للشركات والأفراد، أصبحت منافستها شرسة جدًّا في بطاقات الائتمان فهناك بطاقات للسفر دون رسوم العملة، وهناك بدون رسوم إصدار للسنة الأولى وغيرها مجانًا مدى الحياة، وتتفاوت المكافآت من خلال الشراء بها، إما بنقاط من المتاجر أو بأميال الطيران أو بخصومات من مواقع السفر. وحتى الإجراءات في إصدار البطاقات تغيَّرت، فلم تصبح طويلة مليئة بالبيانات وعدد الأوراق والانتظار الطويل لأسابيع أصبحت مجرد طلب عن طريق التطبيق وفي أقل من 24 ساعة تجد البطاقة الرقمية جاهزة للاستخدام.
- العميل يريد سرعة وخطوات مختصرة وعائدًا عليه، فمَن يستطِع ضبط هذه المعادلة فلينعَم بعملاء أوفياء يروّجون لمنتجه دون جهد منه، فهم شهوده على ذلك. تنوّعت الأفكار وزادت، فوقت بداية الفصل الدراسي تظهر عروض الاسترداد النقدي مثلًا على دفع الرسوم الدراسية، ووقت السفر استرداد نقدي على المطاعم في الخارج، وغيرها الكثير من المناسبات التي تخصّص لها حملات ترويجية بشكل مناسب ومنظم، والكاسب الأول هو العميل، وما المانع أن يكسب كل الأطراف معه من تاجر ووسيط وخلافهما. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله» أودعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi