- التحوُّل الرقمي في العملية التعليمية أثبت قدرة وقوة وتفوقًا، وبرهن على أن الإستراتيجيات والخُطط المرسومة كانت على قدر التحديات، وباتت هي الأسلوب الأمثل في سبيل تحقيق غايات ريادة التعليم والارتقاء بجودة نتائجه ومخرجاته بما ينعكس إيجابًا على تكاملية المشهد في المنظومة التنموية الوطنية في العلم والتعليم والبحوث والابتكار وتعزيز القدرات الاقتصادية والاستثمارية بما يتوافق مع مستهدفات الرؤية ويستشرف آفاق المستقبل.
- في المشهد الراهن، ومع مرور الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، يقفز بشكل تلقائي لكل الأذهان حين نستدرك قيمة المدارس والجامعات والمعاهد، وما يدور في كواليس أسوارها من عمليات للعلم والتعليم والدراسة والعمل الدؤوب، كل تلك القيم ترتبط بأصل العلوم وحاضن المعارف ودليل المفكرين وسبيل الدارسين.. ألا وهو «الكتاب».. نعم هو الكتاب بتصميمه الموروث وأوراقه العتيقة التي إن انخفضت قيمتها المادية نسبيًّا فهي لا ترتفع بقيمتها المعرفية، والتي في كثير من الأحيان لن تقدَّر بثمن.. وفي ظل ما يعيشه العالم أجمع، والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، بل والأسبقية من عملية التحوّل الرقمي، والتي لم يعُد للكتاب والورق بطبيعته المادية وجود، وتم تطوير المشهد إلى قيمة المحتوى وتوظيفه عبر التقنية؛ ليكون متاحًا عبر الأجهزة والمواقع والتطبيقات والروابط المتنوعة.
- الكتاب بقيمته يبقى المصدر والإلهام ويظل هو المطلب الأول والغاية الرئيسية لشريحة كبيرة لا تزال تجد فيه القيمة العلمية الحقيقية، وتسعى لاستدراك ما يجول في فضاء متغيّراته، ولذا ترى بعض البيوت لا تزال تبحث عن سبيل للكتاب حتى في ظل التحوُّل الرقمي الذي تعيشه المنظومة التعليمية.. بالمقابل هناك شريحة كبيرة وغالبها من الأجيال الأصغر سنًّا لم يعُد الورق مطلبًا لها في ظل ما يعيشه المجتمع في دورة الحياة الحديثة التي تلجأ إلى الأجهزة الذكية في سبيل الوصول للمعلومة، وتستدرك ما تمر به المسيرة التعليمية في مواكبة هذه القفزات.
- المحتوى هو ما يصنع قيمة الكتاب.. غير ذلك هو حزمة ورق.