تجولت "اليوم" في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، والتي أنشئت عام 2009 على شواطئ البحر الأحمر، للنهوض بالعلوم والتقنية ذات الأهمية الإقليمية والعالمية، في مجالات الماء والغذاء والطاقة والبيئة والصحة والتحول الرقمي.
وذلك بعد أن أطلق صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية – حفظه الله – الاستراتيجية الجديدة للجامعة، التي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي، تسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
تحويل الابحاث والابتكارات إلى مشاريع
وأوضح المشاركون خلال حديثهم الخاص لـ"اليوم"، أن الاستراتيجية الجديدة لكاوست سترسخ مكانة الجامعة الأكاديمية والبحثية، والأهم ستساعد في تحويل الأبحاث والابتكارات إلى مشاريع رائدة ذات مردود اقتصادي وطني كبير، مبينين أهم التقنيات التي تعمل عليها الجامعة.
أوضحت البروفيسورة "دانا السليمان"، أستاذ مساعد في علوم المواد والهندسة الطبية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أن الاستراتيجية الجديدة لكاوست سترسخ مكانة الجامعة الأكاديمية والبحثية، والأهم ستساعدنا في
وأضافت "السليمان" أن هناك 4 أولويات وطنية ستكون موجه للمشاريع والمبادرات، والتي تهدف لبناء اقتصاد المعرفة والاستفادة لتحقيق التنمية المستدامة للوطن، وتتمثل تلك الأولويات في قطاع البحث والتطوير والابتكار في: أولاً الرعاية الصحية، ثانيًا استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، وثالثًا الريادة في الطاقة والصناعة، ورابعًا اقتصاديات المستقبل.
إنشاء أكبر حديقة مرجان في العالم
قال مدير عام حاضنة الشعاب المرجانية "م. عمرو عبدالحميد عطية"، أن أهم ما تعمل عليه كاوست حاليًا في مجال الاستدامة البيئية، هو إنشاء أكبر حديقة مرجان في العالم بالشراكة مع نيوم، ويقوم على إعادة ترميم ما يقارب 100 هكتار أي ما يعادل 1 كم مربع من الشعب المرجانية في منطقة نيوم، على جزيرة شوشة الواقعة شمال البحر الأحمر.
هذا المشروع بتمويل وإدارة كاوست بالتعاون مع نيوم، ويعد الأكبر من نوعه في العالم، كما يعمل المشروع على إنشاء مركز للأبحاث والسياحة البيئية على جزيرة شوشة وسيعمل المركز على استكشاف جميع أنواع الشعب المرجانية في هذه المنطقة.
ويحتوي المشروع على العديد من التقنيات المختلفة وسيفتح المجال لاستفادة من الشعب المرجانية حول العالم، خاصة التي تعاني من ارتفاع شديد من درجات الحرارة، بسبب تغير المناخ العالمي، وهو يبرهن دور المملكة في الابتكار والعلوم والأبحاث.
وتابع "عطية" أن هناك تقنيات جديدة منها التقاط الكربون المبرد عبر التبريد في درجة حرارة 130 تحت الصفر، لالتقاط وتخزين الكربون المجمد، وهناك تقنية استخراج الليثيوم من مياه البحر، وهي تعنى باستخراج كميات غير محدودة من الليثيوم، مؤكدًا أن أهم ما تعتمد عليه الاستراتيجية الجديدة لجامعة الملك عبد الله، هو إطلاق صندوق الاستثمار في التقنيات العميقة بمبلغ 750 مليون ريال، وإنشاء المعهد الوطني للأبحاث التطبيقية والمشاركات العالمية والإقليمية