- تحدثتُ في مقالٍ سابقٍ عن فوز المنتخب السعودي في استهلال مباريات كأس العالم بقطر على المنتخب الأرجنتيني، وهو المنتخب الذي توِّج لاحقًا بالبطولة وبالجوائز الفردية الأخرى، وكيف أنه كان فوزًا بطعم حملة علاقات عامة للبلد وللشعب السعودي بشكلٍ خاصٍّ وللمنطقة العربية بشكلٍ عام.
واليوم تتكرَّر النجاحات، ولكن بسيناريو آخر؛ حيث شدت المملكة أعين وعقول العالم باستقطابها العديد من النجوم العالميين من الدرجة الأولى في كرة القدم، وهي اللعبة الأكثر شعبية ومتابعة على الإطلاق في مشروع للارتقاء بالمنظومة الرياضية، وخلق تنافسية مع كبريات دوريات العالم، والذي يُعدُّ حقًّا مكتسبًا للجميع.
- وقد تأرجحت الآراء حول هذه الخطوة، وهو أمر صحي يعطي انطباعًا بأن التحركات الأخيرة حصدت التأثير الأولي المطلوب، رغم المبالغات الأوروبية بحكم التخوُّف من سحب البساط أو على الأقل وجود منافس خارج الاتحاد الأوروبي بشكلٍ خاصٍّ والقارة بشكل عام. ولا تُعدُّ هذه الهجمة الأوروبية على النشاط السعودي الأولى من نوعها؛ حيث سبق أن تعرضت الصين لهجوم شرس مماثل قبل سنوات بعد نشاطٍ كرويّ شبيه، وضخّ أموال طائلة في استقطابات، بالرغم من أنها لم تصل إلى الجهود الحالية للمملكة، والتي أثمرت عن جلب لاعبين من الطراز الأول، لهم مكانتهم في خريطة كرة القدم العالمية وذوي تأثير على الشباب في أنحاء العالم، مثل رونالدو وبنزيما ونيمار ومحرز.
كما أن خريطة دوريات كرة القدم العالمية تعرضت لحروب عديدة في العقود الفارطة، تمثلت في نقل المشاهد والمشجّع في التسعينيات من إيطاليا إلى الدوري الإسباني، ومنها إلى الدوري الإنجليزي مع محاولات فردية وخجولة للدوري الفرنسي مؤخرًا.
- وينظر المُنصفِون إلى الجهود السعودية على أنها عملية استقطاب ذات أبعاد محورية في برامج العلاقات العامة والسياحة والاستثمار، وكذلك الانكشاف الشرقي على الأعين الغربية من مؤسسات ومستثمرين وسياح وصولًا إلى جذب الأفراد، وبالأخص فئة الشباب.
@harbimm