في الهلال كتبنا كثيراً عن حارسهم راعي المعروف، الموهوب عبدالله المعيوف، وجمائله، واسهاماته في حصد بطولات بعضها لولاه بعد الله لربما لم تتحقق، وبقيت لغزاً حائراً في أدراج كرة القدم الآسيوية، لكنه بموهبته الفذة، مع روحة القيادية المريحة حتى للمشاهد من خلف الشاشات، وبتوفيق كان يلازمه دوماً، جعل المنصات تنحني من جديد ـ وكعادتها للأزرق ـ فأرتقى بالهلال للعالمية، وليس لمجرد بطولاتنا المحلية والقارية، ولكن لا يعني ذلك أن تأخذ العاطفة بعض الإعلاميين ومحبي النادي بأن وجوده كان كافياً عن التعاقد مع حارس أجنبي والاستفادة من قيمته بأجنبي آخر بخانة أخرى، فعبدالله في النهاية، كبر سناً و وهن عظماً، واشتعل الرأس شيباً، وباعتقادي حتى هو بنفسه لا يفضل احراج ما تبقى من مسيرته بموسم طويل وشاق، يحتاج شاباً مازالت طموحاته عالية، وشغفه أكبر، وحركته أسرع.
تواجد نيمار مكسب لنا كسعوديين قبل الهلال، لكنه في النهاية لن يحل مشكلة رأس الحربة الصريح، لذا كنت أعتقد بأن المفاوض الهلالي لن يفوت عليه استغلال ماحدث بين الاتحاد وحمد الله من مشاكل (التراضي) بينهما والتي لن تنتهي دامها قد بدأت، لضم مهاجمٍ قنّاص يستطيع أن يقدم لك موسما بطولياً، مستغلين خلو سنته الأولى غالباً من المشاكل، فهو يعيش فورة تحدي دائمة مع فريقه القديم كموسم أول يثبت فيه أنهم من خسره، كما فعلها وهو مع الاتحاد متحديأً النصر وكسب من خلال ذلك الدوري ونجومية الملعب، كهداف بارع كماً و كيفاً، لكن بشرط أن تضع بالحسبان أثناء تعاقدك معه أنه موسم للإبداع وبعده المشكل والضياع، فهذا طبعه وطبيعته، كما أن نيمار لن يسد ثغرة الظهير الأيسر وسط تأثر الشهراني بإصابة المنتخب التي مازالت حتى قبل مباراة الرائد، ولا ندري عن مستواه بعد أن أعلن تخليه طبياً عن (قناعه الأسود) والذي لم نراه بدونه إلا دقائق معدودة نهاية مباراة الفيحاء.
الترشيحات قبل صافرة الجولة الأولى كانت تتجه للنصر ثم الاتحاد والأهلي بسبب تعاقداتهم النوعية التي فاقوا فيها الهلاليين لكن بعد صفقة نيمار التي إن تخلا فيها عن مزاجيته، مع جلبهم لياسين بونو، وصفقة تمبكتي إن تمت فعلاً على أرض الواقع، ولم تكن كصفقة عوض خميس، فإن الهلال يعيد نفسه للمنافسة التي لم يتعود أصدقاؤه والأعداء الكرويين له على أن يكن بعيداً عنها.
لمصلحة المنافسة والكرة السعودية عموماً و التي صارت محط أنظار العالم أجمع، نتمنى لكل أنديتنا مزيداً من القوة لأجل المتعة الحقيقية التي ستملأ المدرجات أولاً وتشعل الشاشات ثانياً لمتابعة قبلة العالم الكروية الجديدة (المملكة العربية السعودية)، وأن يكن لممثلي الوطن خارجياً نصيب الأسد من كل البطولات القارية والعالمية أيضاً، مع فرصة التنظيم التي لن يكن كأس العالم ببعيد عن ملاعب الرياض وجدة.
ختاماً وبعيداً عن اللاعبين وبورصة الاحتراف العالمية اسمحوا لي بالإشادة بالحكم السعودي الذي ظهر ولأول مرة بمنتهى الإتقان وثبات الشخصية مع بدء الموسم التي لم تعكرها الأخطاء القاتلة، فهل هو تماشٍ مع المنظومة الرياضية التي حلقت بنا عالمياً بمنتهى الإبداع أم أن الجولات القادمة ستكن محبطة لثقتنا فيهم..؟؟
توقيعي /
تعب الطريق الذي يقودك للنجاة، هو الراحة التي ستنجيك من تعب الحياة.
