ها هم الطلاب والطالبات يعودون إلى المدارس والجامعات، منهم (ولعل أكثرهم) ود لو أن الإجازة أطول مما كانت عليه! ولكن: ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. وآخرون (وأعتقد أنهم القلة) أرادوا سرعة العودة إلى مقاعد الدراسة، فالفراغ و(السبهللة) بالنسبة لهم مزعج وغير محبب، فهم قوم يحبون الإنجاز والعمل أكثر من غيرهم.
ومع هذه العودة لموسم دراسي جديد دعوني أعرض عليكم بعضا من الوقفات، منها أولا: اقتراح أن تكون بداية الدراسة للعام الجديد مع بداية شهر (سبتمبر) وليس في شهر (أغسطس) والسبب وراء ذلك أن المناخ يبدأ في التحسن تدريجيا مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) حيث يستطيع الطلاب الاصطفاف صباحا في الطابور بكل يسر وسهولة ونشاط، خصوصا إذا كانت الساحات الخارجية للمدرسة غير مكيفة أو مكشوفة. أضف إلى ذلك، أن النشاط الرياضي سيكون من الصعوبة بمكان أثناء النهار حيث أن بعض مناطق المملكة تتزامن فيها الرطوبة والحرارة معا. ومن الملاحظ أيضا أن انتظار بعض الطلاب لوصول آبائهم أو السائقين يكون لمدد طويلة خارج أسوار المدرسة عند نهاية اليوم الدراسي، وشهر (أغسطس) ليس مناسبا للانتظار في الهواء الطلق (قصر أو طال) أبدا؟!
والوقفة الثانية، الاهتمام بضبط ساعات النوم، فهو أمر مهم للغاية ليس فقط من أجل الدراسة، بل للحياة بوجه عام، لأنه محسن طبيعي للمزاج!. وفي المقابل لعل البعض سيردد علينا قول الشاعر: فما أطال النوم عمرا.. ولا قصر في الأعمار طول السهر. ولكن من الناحية الطبية والعلمية فهذا البيت من الشعر ليس بصحيح؟ فبحسب موقع وزارة الصحة من التأثيرات السلبية لقلة النوم هي: شحوب الوجه والشعور بالنعاس طوال اليوم، وتقلبات المزاج، وصعوبة التعلم والتذكر والتفكير جيدا، وزيادة احتمالية الإصابة بالحوادث - لا سمح الله - عند ممارسة الأنشطة الحركية أو القيادة، وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض، وفقدان الشعور بالحماس، وزيادة الوزن، وضعف الثقة بالنفس.
وأما الوقفة الثالثة، فهي تنظيم الوقت بشكل عام، فهو يساعد على أداء الواجبات والمشاريع الدراسية، والاستمتاع بالأنشطة المختلفة الاجتماعية والأسرية، ويحقق التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية.
والوقفة الرابعة، تحديد الهدف منذ البداية، كتحسين الأداء والنتائج، أو تطوير المهارات، أو الاشتراك في الأنشطة المدرسية المتنوعة، أو المشاركة في الأعمال التطوعية الاجتماعية الرسمية. وكما هو معروف فمن ضمن العادات السبع الشهيرة للمؤلف والمحاضر ستيفن كوفي: «ابدأ والنهاية في ذهنك».
والوقفة الخامسة، الاهتمام بالصحة على وجه العموم، كالوجبات الغذائية الصحية، والنشاط البدني لأن كثرة الجلوس بين يدي الأجهزة الذكية لها جوانب سلبية في قلة الحركة والنشاط، وقد يؤدي إلى نوع من الإدمان عليها خصوصا مع فيض وكثرة برامج مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسرق الكثير من الأوقات والأعمار، بل قد يكون لها تأثير عكسي على الأداء المدرسي حين لا نحسن التعامل معها.
والوقفة السادسة، أنك قد تسمع من البعض أن التعليم ليس كل شيء! ولكن من خلال الخبرة في الحياة هو يمهد لك الطريق، ويفتح لك الأبواب (بعد توفيق الله طبعا)، ويختصر لك المسافات والأزمنة، وكم سمعنا من زملاء سابقين أنهم تمنوا لو أكملوا تعليمهم إلى آخر مرحلة ممكنة. والعاقل من استفاد من خبرات الآخرين وملاحظاتهم.
والوقفة السابعة، لا تحمل نفسك الكثير من الهم على النتائج! فهي سوف تأتي تلقائيا حين تبذل الأسباب وتجتهد قدر المستطاع، وقد قالوا في المثل الصيني: لا تعبر الجسر حتى تصل إليه.
وأخيرا، سأختصر لك التعليم كله في كلمة: إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا... ندمت على التفريط في زمن البذر!!
@abdullaghannam