أرامكو الاسم العملاق عالميا، والشركة الوطنية الكبرى في الذهب الأسود، يعرفها الساسة وأرباب الاقتصاد وكل قادة وشعوب العالم.
ذاك اسمها وصفتها ومكانتها عالميا، وفي الساحل الشرقي خاصة، والمملكة عامة فهي عنوان الكفاءة والمهارة والنظام والالتزام والتفوق والنجاح، وكل المصطلحات الإيجابية في حياتنا اليومية.
يعمل في أرامكو إلى جانب المواطنين السعوديين ما يقارب ٩٠ جنسية في الداخل والخارج، ونجح هذا الصرح العظيم في بناء نموذج رائع في المستشفيات والمدارس التي يشار لها بالبنان في دقة التصميم والصيانة حتى أصبحت مثلا عالميا وليس محليا فقط.
ولأهالي المنطقة الشرقية مع هذه الشركة حكايات تروى من جد لأب لابن لحفيد في كل المجالات، حتى أصبحت إرثا ومعلما وعنوانا للمنطقة الشرقية منذ أول بئر بترول اكتشفت في منطقة الخير.
كنا نتحدث عن هذا العملاق في شتى المجالات، ما عدا مضمار الرياضة لعدة عقود، ولكن الحال تبدل بعد الإعلان عن استحواذ أرامكو لنادي القادسية بالخبر، فقد أنعش هذا الإعلان أحلام رياضيي المملكة عامة والشرقية خاصة، لا سيما أن قادسية آسيا وسعود جاسم رحمه الله وأسماء ونجوم كثر لا يسع المقام لذكرهم نجوم ورؤساء وإداريين.. قد تمزقت بتاريخها وحطت الرحال في مسابقة دوري الدرجة الأولى، وهو مكان لا يتناسب مع تاريخ هذا النادي العريق.
ومنذ الوهلة الأولى لاستلام أرامكو زمام الأمور في القادسية، كبر كل شيء في هذا النادي الطموح من جهة ثقة أبناء الخبر، وتم إطلاق رصاصة الرحمة للخلاف والخلافات بين أبناء النادي العريق، ولم الشمل كان العنوان الأبرز.. وكيف لا تنجح أرامكو في هذا السياق وهي الرائدة في مجال التنظيم والانضباط، بعد أن حولت زوايا مقر النادي لخلية نحل تعمل على مدار الساعة.
نعم فريق كرة القدم هو الواجهة التي تابعها الجميع من خلال الصفقات النوعية، ورغبة نجوم كثر في أندية كبيرة وعريقة الانضمام لهذا الصرح المميز والمتفرد، ولكن هذا الظاهر فقط.
أما الباطن فهناك مشروع وطني جبار لأرامكو عن طريق القادسية، وهو بناء البطل الأولمبي السعودي في الألعاب الفردية، وهو مشروع تعثر عبر عقود عن طريق اللجان الأولمبية والاتحادات والأندية، ولعل نجاحات أرامكو في المشاريع العالمية الكبرى لن تعيقها بتحويل هذا الحلم السعودي في الأولمبياد لواقع ملموس، لا سيما أن صناع القرار في قادسية أرامكو بدأوا بالفعل في التنقيب عن هذه المواهب في كل أندية المملكة؛ من أجل ضمهم ليكونوا نواة حقيقية لتنفيذ الخطوات الأولى لهذا الحلم العنيد.
صناع القرار في قادسية أرامكو لديهم مخطط وإستراتيجية وعناوين عريضة للاهتمام بالألعاب المختلفة الجماعية منها والفردية ليتحول ناديهم إلى صناعة حقيقية لأبطال سعوديين أولمبيين.
وأرامكو التي تعد أولى الشركات الخاصة أو الحكومية التي اهتمت بتمكين المرأة السعودية منذ عقود في مضمار العمل والتأهيل في جميع التخصصات.. عقدت العزم لمواصلة هذا التمكين في الجانب الرياضي عن طريق نادي القادسية، حيث بدأت في وضع خطط متينة لممارسة الفتاة السعودية لـ ١٤ لعبة في النادي كمرحلة أولى، والجميع على ثقة بأن هذا المشروع النسائي الرياضي في أرامكو سيكون بطريقة احترافية وليست شكلية.
قادسية أرامكو ستكون معلما وصرحا رياضيا كبيرا ليس فقط في كرة القدم، بل في جميع الألعاب، ولا يفوتني هنا أن أعرج إلى أن جماهيرية القادسية زادت مع أرامكو لعدد موظفيها الكبير، ولعل مواجهة فريقهم الكروي أمام العدالة في الجولة الأولى لدوري يلو تكشف لنا هذه الحقيقة الجديدة.