تظل مشكلة الكتب الدراسية مصدرًا للقلق وتسبب معاناة مستمرة للعديد من الأسر وأولياء الأمور، وبينما يسعى الآباء والأمهات إلى تقليص المناهج الدراسية التي أصبحت مصدرًا للانزعاج، يواجهون تحديات عدة في سبيل تحقيق ذلك.
تتفرع المشكلة إلى ثلاثة أمور رئيسية تؤرق الأهالي، أولاً، يشعرون بالقلق بشأن الآثار الصحية المستقبلية لحمل الحقائب الثقيلة على ظهور أبنائهم. ثانيًا، يواجهون صعوبة في العثور على مكتبات وقرطاسيات تقوم بفصل الكتب، مما يتسبب في تضييع الكثير من الوقت والجهد والتأخير، وثالثًا، يتحمل الأهل أعباء مالية إضافية لعملية فصل الكتب.
ارتفاع أسعار الكتب
وفي هذا السياق، أوضح ولي الأمر، محمد الخويلدي، أن الكتب المدرسية المجمعة في كتاب واحد تُثقِل الحقائب للطلاب بشكل كبير، كما تسبب مشاكل صحية وتعبًا شديدًا، ومع ذلك، ليست جميع المكتبات قادرة على تقديم خدمة فصل الكتب، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكتب.
وأشار إلى أن سعر الكتب يتراوح حوالي 24 ريالًا، ولكن كتاب الإنجليزي يكون أغلى بسبب وجود كتاب النشاط، إذ يصل سعره إلى 40 ريالًا أو أكثر، وهذا يعني أن الأسرة تضطر لدفع ما يقرب من 120 ريالًا للحصول على كتاب الإنجليزي وحده، وهو ضغط مالي إضافي يؤثر على الميزانية المخصصة للمستلزمات المدرسية.
فصل الكتب
أكد الخويلدي أنه إذا لم يتم توفير خدمة فصل الكتب، فإن الطلاب سيواجهون صعوبات في حمل الحقائب الثقيلة وقد يعانون من مشاكل صحية في الظهر,
وتابع: بالإضافة إلى ذلك، يصعب على الأهالي العثور على أشخاص يقومون بفصل الكتب لهم، مما يستدعي منهم البحث المستمر والوقت الكبير المهدر.
صعوبة في التركيز
وقالت الطالبة زينب محمد، التي تدرس في الصف الأول الثانوي، إن حمل الحقائب الثقيلة أثر سلبًا على صحتها وراحتها، إذ تعاني من آلام في الظهر والكتفين بعد يوم طويل في المدرسة.
زينب تشعر بالتعب الشديد وتجد صعوبة في التركيز خلال الدروس، وتعتقد أن فصل الكتب سيكون حلاً مناسبًا لتخفيف العبء الذي تتحمله يوميًا.
الصف الأول الثانوي
وأكد الطالب رضا علي، الذي يدرس في الصف الأول الثانوي، بأننا تفاجأنا بكمية الصفحات في الكتب الدراسية، ووصل عدد صفحات كتاب الرياضيات إلى حوالي 600 صفحة، وبعض الكتب غير متوفرة لدينا ولم نحصل عليها بعد. لذا نضطر للذهاب إلى المكاتب، ولكنها لا تتوفر على نسخ جاهزة، بل تعطينا وعدًا بطباعة الكتب.
وأضاف: "بسبب الزحام في المكاتب، يستغرق توفير النسخ الجاهزة ثلاثة أيام".
وقال: "بالإضافة إلى ذلك، يلزمنا أيضًا ثلاثة أيام لفصل الكتب، وهذا قد يسبب لنا مواقف محرجة في المدرسة بسبب عدم إحضار الكتاب. وإذا غاب الكتاب عنا، فكيف سنقوم بحل الواجبات؟"
وأكد علي، أن غياب الكتاب يمكن أن يؤثر على درجاتنا. ونتمنى من وزارة التعليم توفير نسخ الكتب الدراسية جاهزة.
تكاليف فصل الكتب
وأشارت ولية الأمر، أم محمد السادة، إلى أن الكتب في هذا العام الدراسي 1445 هجرية تُعتبر ثقيلة على الطلاب والطالبات.
وأوضحت أن فصل الكتاب يتطلب مبالغ مالية، والعديد منا لديه عدة أولاد في المدارس، وليس كل الأسر قادرة على تحمل تكاليف فصل الكتب، مما يؤدي إلى تباين الوضع بين الطلاب في الفصول الدراسية والمدارس.
واختتمت: "يشعر الأشخاص ذوو الحالة المادية الضعيفة بالإحراج عندما لا يتمكنون من فصل الكتب".