- في سابقة قل نظيرها؛ حيث جرت العادة أن تسعى الدول لقبولها في المنظمات والتجمعات الدولية وفيما أعربت 22 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى عضوية المجموعة توجّه مجموعة «بركس» خلال انعقاد مؤتمرها في جوهانسبرغ في جمهورية جنوب أفريقيا الدعوة إلى خمس دول بينها المملكة لعضوية هذه المجموعة العالمية ذات الطابع الاقتصادي بشكل رئيس والآخذة في التوسع والنمو وترسيخ وجودها بين المنظمات الدولية بعد أن انطلقت أول قمة لها بكامل أعضائها الخمسة بعد انضمام جنوب أفريقيا عام 2010؛ حيث تكوّنت في الأصل من خمس دول مؤسسة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهي دول تعتبر صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، كما تتجه إلى زيادة أعضائها؛ مما دفعها إلى وضع توسيع عضوية بركس على رأس قائمة مهام قمة هذه المنظمة التي عُقدت في جمهورية جنوب أفريقيا خلال الأسبوع الماضي والتي دعا خلالها ممثلو الدول الأعضاء إلى توسيع عضوية المنظمة، كما التقت فيها آراء الدول التي حضرت المؤتمر على دعوة المملكة وعدد محدد من الدول الأخرى للالتحاق بعضويتها إلا أن رئيس القمة وهو رئيس الدولة المضيفة (جنوب أفريقيا) قد استبق البيان الختامي للمؤتمر بإعلان انضمام السعودية وعدد من الدول الأخرى لعضوية المجموعة، مشيرا بذلك إلى أن البند الأهم من جدول الأعمال قد تم إنجازه بانضمام هذه الدول للمجموعة، وبانضمام السعودية وكل من مصر والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا يصبح عدد دول المجموعة إحدى عشرة دولة وهي أول مرة يتم فيها توسيع المجموعة منذ إنشائها عام 1991 والذي تبعه انضمام جنوب أفريقيا لها عام 2010.
- وتكون المملكة بانضمامها لعضوية هذه المنظمة قد أصبحت عضوا في ثلاثة تكتلات رئيسية هي مجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي إضافة إلى بركس علاوة على قيادتها منظمة أوبك وأوبك بلس ودورها الفاعل في منظمات إقليمية، وهي بذلك الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تحمل عضوية ثلاثة تكتلات رئيسية، مما يؤكد الأهمية الإستراتيجية التي تحتلها بين دول المنطقة والعالم، وينبع ذلك من امتلاكها اقتصادا قويا واعدا بالمزيد في المستقبل، خاصة على ضوء طموحات رؤية المملكة 2030، وما يتوقع أن يكون عليه اقتصادها في نهاية المدة المحددة، وما يتوقع أن يتبع ذلك من رؤى لمستقبل واعد في جميع المجالات، إضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يقع بين ثلاث قارات وإلى غناها بالثروات الطبيعية والبشرية وإلى وقوعها على مقربة من ممرات مائية رئيسية في العالم ودور هذه الممرات في حركة التجارة العالمية، وكونها مصدرا رئيسيا للطاقة، ووضوح سياستها واستقرارها ودورها في حل القضايا الدولية.
- وإذا كانت المملكة سوف تحقق نتائج إيجابية من انضمامها إلى بركس فإن موقع المنظمة سوف يتعزز بانضمامها إليها كذلك لا سيما على ضوء الأهداف التي تعلن هذه المجموعة أنها تسعى لتحقيقها وهي تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم، والتعاون لخلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية لكسر هيمنة الغرب بزعامة أمريكا عام 2050، مما يكسب عضوية المملكة المزيد من الأهمية والقوة للجانبين، ويضمن تحقيق المصالح المشتركة لجميع الدول الأعضاء، بل ودول العالم - بإذن الله -.