- دأبت بعض المنظمات الدولية على إطلاق الأكاذيب من خلال تقارير مشوهة لا تمت للحقيقة بصلة، بل نستطيع القول إنها مواضيع يتم عملها في مكاتب وإستديوهات على طريقة أفلام الأكشن أو أفلام الحزن والضعف والانكسار لكسب أكبر قدر من المتابعين، وكذلك لتشويه صورة مَن يريدون بغير وجه حق، بحكم أنهم يعلمون أن مثل تلك النوعية من التقارير ربما تنفذ إلى عقول البسطاء الذين لا يجهدون أنفسهم في البحث عن الحقيقة؛ حيث يتلقون تلك المواضيع بكل براءة على اعتبار أن مقدّميها من الباحثين عن المصداقية، ولكن في حقيقة الأمر أن نسبة كبيرة من تلك المنظمات غير الحكومية لا يجهل ذوو الحصافة حقيقة مراميها وأعمالها المسمومة التي تبثها لأهدافٍ سياسيةٍ متخذين من تلك المواضيع المشوّهة طريقًا للابتزاز وتحقيق مآربهم بعد أن عجزوا عن تحقيقها على أرض الواقع فاتجهوا لمثل تلك الخيالات المريضة، لعل وعسى ينالون ما يريدون من مكاسب مادية وسياسية.
- الجميل في الأمر أن أغلب دول العالم تعلم هذا الأمر جيدًا، وتدرك أن تلك المنظمات وتقاريرها المفبركة لم تعُد تنطلي على أحد في المجتمع الدولي، بل ربما اتخذوها مادة للتندر لعلمهم الأكيد أنها وهْم وليست حقيقة، وأنها صناعة تفتقد أبسط معايير الجودة؛ مما يشير إلى أن تلك الأعمال مصيرها سلة المهملات ومزبلة التاريخ. في هذا السياق يأتي تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش (وهي منظمة غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان) المنشور مؤخراً عن المملكة، متهمًا حرس الحدود السعودي بأنه أطلق النار على إثيوبيين وقتلهم خلال عبورهم الحدود السعودية اليمنية؛ حيث فنّد مصدر سعودي تلك الادعاءات بأنها لا أساس لها من الصحة ولم تستند إلى مصادر موثوقة.
- هكذا تتم أغلب تقاريرهم بدون مصادر موثوقة أو فبركات غير صحيحة لأهداف لا تخفى على أحد بغية تحقيق مكاسب سياسية، ونجاحات وهمية أو تشويه لسمعة ذلك البلد وشيطنته، لعلهم يحققون بعض ما يريدون أو يأملون، ولكن هيهات أن تتم الأمور بتلك الطريقة؛ لأن أغلب دول المجتمع الحر تدرك تلك الألاعيب، وتعلم مآرب مَن يطلقونها، بل أؤكد أن تلك السهام لا تُطلق إلا على الشجر المُثمر الذي يغطي بظلاله الجميع، ويستنشق رائحته الزكية القريب والبعيد. تحتضن المملكة ملايين اللاجئين على أرضها الذين ينعمون بكافة وسائل الراحة والتعليم والوظائف، وكثير مما يفتقده غيرهم من اللاجئين في أغلب دول العالم، خلاف بذل السعودية المساعدات المليارية لكافة المنكوبين في دول العالم، فلسنا بحاجةٍ للمزايدات وإطلاق الأكاذيب المعروفة أهدافها سلفًا.