- كثيرة هي وسائل الإعلام المختلفة التي تطالعنا بين الحين والآخر عن أخبار لغرق المدن الساحلية بمدن عالمية تقع على السواحل وتحديدها بخمسين عامًا مقبلة، وهذه المزاعم التي تشير إلى غرق المدن الساحلية بعد هذه المدة الزمنية بررتها؛ نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتي ستعمل على ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي؛ ما يسبب رفع منسوب البحر.
- في رأيي أنها غير مبنية على وقائع ملموسة إلا في ظروف وتقلبات مناخية صعبة؛ حيث إن المدن الخليجية المطِلة على مياه الخليج العربي ترتفع عن سطح البحر بمقدار 4 إلى 5 أمتار، ونسبة الارتفاع بسبب الظروف المناخية تصل إلى نصف متر، وقد تختلف طبيعة المدن الخليجية من الناحية الجيولوجية عنها في باقي دول العالم الساحلية، وكذلك الدعوة إلى الإسراع في استخدام الطاقة الذرية والمتجددة كبديل للطاقة من النفط ومشتقاته، من أجل الحفاظ على البيئة، والحد من التغيّرات المناخية المصاحبة.
- وبصفة عامة يُعتبر ارتفاع مستوى سطح البحر، وتصاعد خطر فيضانات الأنهار نتيجة لتغيّرات المناخ من التحديات المُلحّة التي تواجه المدن الساحلية في العصر الحديث، وفي محاولة للتصدي لهذه التحديات؛ حيث تحظى التكنولوجيا بدور متزايد في التنبؤ بالفيضانات والحد من تأثيراتها. ويعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أهم الأدوات التكنولوجية التي يمكن استخدامها في هذا السياق؛ إذ يمكن أن يساهم بشكل كبير في توجيه السكان المعرّضين للخطر خلال الفيضانات الساحلية وحماية المدن الساحلية من الغرق. وكذلك دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة هذا التحدي العالمي. وتشكل المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم مواقع حيوية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ومع ذلك، تواجه هذه المدن تحديًا هائلًا يتمثل في الارتفاع المتزايد لمستوى سطح البحر وزيادة تكرار الفيضانات الساحلية. ولحماية هذه المدن والمجتمعات المحيطة بها من تأثيرات تغيّر المناخ، يأتي الذكاء الاصطناعي كأداة قوية ومبتكرة؛ حيث تُعدّ تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل مجموعات ضخمة من البيانات واستخلاص الأنماط والاتجاهات.
ويمكن استخدام هذه التقنيات لفهم تأثيرات تغيّر المناخ على المدن الساحلية بدقة أكبر، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر وتكرار الفيضانات وتغيّرات نمط الأمطار عن طريق تحليل هذه البيانات، ويمكن للذكاء الاصطناعي توفير نظرة شاملة للعلماء والمختصين لتطور الظواهر المناخية، وتوقع تأثيراتها المحتملة في المستقبل.
- كما يمكن نمذجة الفيضانات عن طريق تطوير نماذج دقيقة للفيضانات الساحلية، والتنبؤ بمدى تأثيرها على المدن المطلة على السواحل. وكذلك تحديد الأماكن التي من المرجّح حدوث الفيضانات بها، وتقدير الأضرار المحتملة المرتبطة بها أيضًا.
- وبالاعتماد على هذه التوقعات، كما يمكن للسلطات اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، مثل إنشاء أنظمة للتحذير المبكر وتقديم التوجيهات اللازمة للسكان المعرّضين للخطر.