يتيح المتحف الوطن، جولات افتراضية، تمنح المشاركين فيها تجربة رائعة على شكل آلة زمنية تُعيدك إلى التاريخ لتطلع ماضي الأرض وصنّاع أمجادها، فيتوقفون في المكان واللحظة شامخين، ويستشعرون العراقة التي تَصِلُ بين الماضي والحاضر والغد الواعد، وذلك من خلال رحلة معرفية يقدّمها المتحف الوطني عبر الرابط التالي https://nationalmuseum.moc.gov.sa/virtualtour/.
آثار تاريخية زاخرة في أروقة المتحف الذي تأسس عام 1383هـ، حيث تتجلى لِعَين زائره قطع الآثار التي تعود لعصور ما قبل التاريخ، بدءاً من قاعة "الإنسان والكون" التي تحكي العمق الجغرافي لأرض المملكة، مستعينةً بجزء من نيزك، وفكٍ سفليٍ متحجّر لفيل الماستدون، وقطعٍ من الصخور رُسمت عليها مجموعة من الأيدي والأذرع البشرية.
الممالك العربية
ويلي ذلك رقمياً قاعة "الممالك العربية" التي تَعرض أقدم الألواح الحجرية المُكتشَفة في منطقة تبوك والمعروفة " بخبة التماثيل "، إضافة إلى حكاية الأبجديات الأولى وبداية الكتابة لحضارة عاد وثمود المنتشرة في أرجاء الجزيرة العربية آنذاك.
ولأجل الماضي العريق والحاضر الزاهر، تدرّج المتحف الوطني في عرض مكنونات "عصر ما قبل الإسلام" التي تروي حكاية التجار ورحلاتهم لكسب الرزق، متطرقاً إلى العملات، والأنشطة التجارية، ومنه إلى رحلة "البعثة النبوية" التي بدأت بـ "اقرأ" وتجلّت في أرجاء الكون بنور الرسالة، راويةً لسيرة الرسول الكريم، وهِجرتِه التي تمثل نقلة نوعية تمسّ الوجدان وترتبط بحضارة الإنسان.
فيما تتجسد في أرجاء المتحف الحركة والحيوية لتبقى أصالة التاريخ قريبةً من الذهن، فتذهب الصورة إلى قاعة "الإسلام والجزيرة العربية" لتروي لنا غزوات النبي الكريم وانتصاراته المتتالية، حتى الوصول إلى قاعة "الدولة السعودية الأولى والثانية" المتضمّنة لحكاية تأسيس المملكة.
قاعة التوحيد
ووصولاً إلى "قاعة التوحيد" في رمزية العروبة والأصالة المُسَطِّرة لصفحات المجد والبطولات، والتي تروي ثبات وقوة موقف ملوك المملكة العربية السعودية، وتضافر جهودهم لبناء دولة عظيمة ومتفوقة في شتى مجالات الحياة. ثم انتهاءً بقاعة "الحجّ والحرمين الشريفين"؛ التي تعتبر المعرض الدائم المخصص للتعريف بأهمية الحج وأداء مناسكه، من فجر الإسلام وحتى يومنا هذا.
يُذكر أن المتحف الوطني السعودي نقطة التقاء الكثير من الأعمال والبرامج التدريبية التي تطلقها هيئة المتاحف؛ حيث تتكون بينهما علاقة تكاملية في إثراء المجال التاريخي المصور والمنقوش على جدران المتحف، ويعدّ من أهم الوجهات الثقافية والحضارية الهادفة إلى حفظ التراث والآثار الإنسانية والمادية السعودية، محققاً أسلوباً إبداعياً في عرض موروثها الأصيل.