@DrAL_Dossary18
قال الله تعالى: (وَقُل ربِّ زِدْنِي عِلْمًا....).
- أمر الله "سبحانه وتعالى" نبيّه محمدًا "صلى الله عليه وسلم" بمسألته من فوائد العلم ما لا يعلم، وحتى توفاه الله، كان في زيادة من العلم. فدعاء الله "جل وعلا" بطلب العلم، وأن يزيدنا معرفة، إشارة لأهمية العلم، وأنه أمر جلل، وذلك لأنه سراج نور يضيء الدرب، ومنهج التقدم لتكون الدول منفتحة على الثقافات المختلفة. العلم هو عماد النهضة والحضارة الأساسي للأمم، هو الذي يقود التقدم ويحقق الإنجازات والنجاحات في مختلف المجالات. بل هو إطار الحضارة والنبراس الذي تُنار به ظلمات الجهل والراية التي تُرشد إلى خير الإنسانية.
- العلم هو المحرّك الرئيس للاقتصاد والنمو، وهو ما يسعى له اقتصاد المعرفة، والذي يعتمد على توافر تكنولوجيات المعلومات والاتصال، وكذلك رأس المال البشري، والذي يُعدّ ركنًا أساسيًّا في هذا الاقتصاد. وتشكّل الاستثمارات المحور الأساسي في عملية الازدهار من خلال منظومة متكاملة ومتجددة. والاستثمار في التعليم ركيزة جوهرية لدعم الاقتصاد. والاستثمار مقرون بالتنمية الشاملة؛ حيث أصبح التعليم استثمارًا يهدف إلى تحسين مستوى دخل الأفراد، والذي يعود على تحقيق التنمية الاقتصادية للدول.
- في عام 1963م، ظهرت نظرية رأس المال البشري في كتاب «شولتز: القيمة الاقتصادية للتعليم» والذي تحدث فيه عن العلاقة بين التعليم والنمو الاقتصادي. والمحور الرئيس هو أن التعليم أساسي لتجويد وتطوير القدرة الإنتاجية والقيمة الاقتصادية. وكلما تضاعف استثمار الدول في التعليم انتعش الاقتصاد. والمملكة برؤيتها حريصة على هذا الأمر، وتسعى لتحقيقه من خلال الأهداف المتعلقة بالتعليم بمختلف مؤسساته كالجامعات، من خلال نتاجها العلمي والبحثي، ودورها في تحقيق التنمية من خلال ربطها بالأولويات الوطنية لتحقيق أهدافها.
- أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كاوست «يحفظه الله»، مؤخرًا الإستراتيجية الجديدة، والتي تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، وهي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصادات المستقبل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية المُثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص؛ مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
- تشمل الإستراتيجية ثلاث مبادرات رئيسة؛ وهي: إطلاق معهد التحوّل الوطني للبحوث التطبيقية (NTI)، وإعادة تنظيم معاهد الأبحاث في الجامعة بما يتلاءم مع الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، وتأسيس صندوق الابتكار التقني العميق (DTIF) بميزانية تقدّر بـ750 مليون ريال، ويهدف الصندوق إلى الاستثمار المبكر في الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في التقنية الفائقة، بما يعزز التنوُّع الاقتصادي، ويسهم في خلق فرص وظيفية. كما ستوفر للباحثين، أعضاء هيئة التدريس والطلاب وتمكنهم من تطبيق العلوم والبحوث لإحداث أثر عالمي مستدام.
- وتُعدُّ إحدى الجامعات البحثية المرموقة؛ حيث ساهمت في تقدّم العلوم والمعرفة والابتكار عالميًّا. ومنذ تأسيسها اهتمت بالإنتاج البحثي والابتكارات الفريدة واستقطاب المواهب المميزة، وحققت المركز الأول عالميًّا في الاقتباسات لكل عضو هيئة تدريس وفقًا لتصنيف QS لعام 2021، وأصبح اسم الجامعة مرتبطًا بشكل استثنائي بالأبحاث المميزة في المؤتمرات والمحافل الدولية.
- وتجسّد هذه الإستراتيجية الجديدة سعي المملكة الحثيث لتحقيق وتعزيز التقدم التقني والاقتصادي محليًّا وعالميًّا. واقتصاد المعرفة، من خلال التوسع في مجالات متعددة كتكنولوجيات المعلومات. وترنو هذه الإستراتيجية لمواكبة حركة التحوُّل في المملكة من خلال ملاءمة أهدافها مع الأولويات الوطنية. وتُعدُّ عهدًا جديدًا للجامعة، لتجذير مكانتها العلمية والأكاديمية التي حققتها. وستكون "بإذن الله" منارةً للمعرفة، تماشيًا مع طموحات رؤية المملكة 2030؛ من أجل مستقبل باهر للمملكة والعالم.