أستكمل اليوم الحديث عن خلطة النجاح الوظيفي، والتي بدأتها الأسبوع الماضي:
(5) الاحترام والتقدير: إنَّ احترام الآخرين وتقديرهم، بغض النظر عن اختلافاتكم، أحد المفاتيح المهمة للنجاح الوظيفي. ولا أقصد الاحترام الانتقائي، حسب المنصب أو العمر، بل هو احترامٌ للجميع، فباحترامك للآخرين ستكسب احترامهم وتقديرهم في المقابل، بل ستكسبهم في صفّك، وستجدهم قريبين منك، يدعمونك متى احتجتهم، ومن احترامك لزملائك والعاملين معك، أن تحترم خبرتهم وسنوات عملهم الطويلة. ولا يغررك منصبك أو شهادتك العلمية، فلديهم من المعرفة المكتسبة ما قد تحتاج لسنوات حتى تكتشفه!
(6) اقبل التحديات: إنَّ الاستمرار في التحرك داخل دائرة الراحة الخاصة بك، وممارسة الأمور التي تتقنها، سيجعلك مرتاحًا في تنفيذ مهامك، ولكنه لن يضيف لك الكثير.
لذلك عليك أن تتحدى نفسك وتشحذ هِمَّتك وتطوِّر مهاراتك، وتختبر قدراتك لأقصى درجة، لا لتحقيق المأمول والوصول للتوقعات، بل لتجاوزها، وتذكّر أننا نكبر ونتطور بالتحديات والمهمات الصعبة التي نُنجزها، وليس بالسهل المعتاد منها. وكما قيل: «الطرق الوعرة والمتعرّجة هي التي تجعلك سائقًا ماهرًا، وليست الطرق المستوية».
(7) العمل بروح الفريق الواحد: إن الإنسان مهما أوتي من مهارات متعددة يظل مقيَّدًا بمحدودية الوقت والقدرات، وما يستطيع الفريق تحقيقه أعظم بكثير مما يستطيعه الفرد، مهما كان متميزًا، إن الناجحين يؤمنون بأن أي إنجاز للفريق يُعدُّ إنجازًا لهم، ويدركون أنَّ كل فردٍ في الفريق «مكمّلٌ» لهم، لديه ما يُميِّزه ويتفرَّد به. لذلك فهم يشاركون الآخرين أفكارهم، ويستمعون لآرائهم وتعليقاتهم، بحثًا عن الأفكار الخلّاقة والآراء المختلفة والفرص الرائعة، أما النرجسيون فلا يحبون العمل الجماعي؛ حيث يرون في كل فرد معهم «منافسًا» لهم، يخشون أنْ يسرق الأضواء منهم.!
(8) تعلّم المهارات الناعمة: إنَّ المهارات الناعمة كفنون الكتابة والإلقاء والحوار والاستماع والإقناع والذكاء العاطفي والتحفيز والتفكير التحليلي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات وغيرها، قد تفتح لك أبوابًا وتأخذك لأماكن ووظائف لا تتوقعها، وقد تكون أكثر تأثيرًا في مسيرتك الوظيفية من شهاداتك العلمية ومهاراتك التقنية.
(9) لا تستسلم: وأخيرًا، وليس آخرًا، أود أن أخبرك سرًّا وهو أنك خلال مسيرتك الوظيفية ستقابل وتتعامل مع أناسٍ ذوي طباعٍ صعبة، بل وستمر بمواقف عصيبة وإخفاقات كثيرة، حتى تظن أنك لن تخرج منها أو تتجاوزها، وأنَّ نهاية مسيرتك الوظيفية ستكون هنا وعلى أيديهم، ولكني أؤكد لك أن هذه التحديات والإخفاقات والظروف الاستثنائية ستتيح لك فرصة التعلم والتطور أكثر مما يُتاح لك في الظروف العادية، وسَتَمُرُّ كما مرَّ غيرها من قبل، المهم ألا تستسلم أو تتوقف، وستخرج منها أقوى وأفضل وأكثر إصرارًا وعزيمة.
(10) المكوّن العاشر: سأتركه لك -عزيزي القارئ- لتفكر فيه..!