- لا يتوقف بعض المديرين عن الشكوى من المشاكل التي تواجههم، والأزمات التي تعترض مسيرتهم.
فهل يوجد مدير بلا أزمات؟!
- الجواب: لا أعتقد أن هناك مؤسسة إلا وتمر بأزمة، سواء في الموارد المالية أو المادية أو البشرية أو غير ذلك، فهذه طبيعة الحياة وطبيعة المؤسسات.
بل إنه كلما زادت الطموحات زادت التحديات والأزمات، وأيضا كلما كانت المؤسسة في بداية عمرها ستعاني ويعاني القائمون عليها، ولا بقاء إلا لمن يستطيع المواجهة والتعامل مع الأزمات.
ولذلك فالسؤال الحقيقي ليس هل يوجد مدير أو مؤسسة بلا أزمات؟ بل كيف نتعامل مع هذه الأزمات التي لابد منها؟!
يعرف علماء الإدارة الأزمة بأنها خلل مفاجئ نتيجة لأوضاع غير مستقرة تترتب عليها تطورات غير متوقعة!
ولذلك فلابد من الحذر أولا من المساهمة في صنع الأزمة سواء بغياب التخطيط أو الخلل والمجاملة فيه، أو بتغييب روح التجديد والإبداع والاعتماد على سياسة ردات الأفعال، وتشويه قنوات الاتصال مع العاملين بحيث لا يسمع المدير إلا ما يرغب به حتى تقع الأزمة التي كان المدير يتجاهلها.
أما التعامل مع الأزمة فيكون بعد توفيق الله والاستعانة به، بالحرص على اختيار القائد القادر على إدارة الأزمات واتخاذ القرار المناسب الذي هو قلب العملية الإدارية، فلا إدارة بلا قرار، ووقت الرخاء الكل من الممكن أن يكون قائدا، ولكن وقت الشدائد والأزمات يعرف من يقود ممن يقاد!
- وأيضا بناء مؤسسي مسبق، يدفع الجميع للعمل من أجل مؤسستهم في وقت أزمتها، أما الفردية والنظر إلى المؤسسة على أنها مؤسسة خاصة، فإنه يجعل الموظف يتعامل مع الأزمة على أنها أزمة خاصة بالمدير وعليه أن يتحمّل ما جنته سياساته!
- وهذا البناء لابد أن يسير بخطة واقعية، ذات سيناريوهات مرسومة للأزمات، وفرق (جمع فريق فاعل) يتم اختيار أعضائها بناء على القدرة والكفاءة، لا بناء على ثقة المدير والقرب منه، فهذا يصنع الأزمات ولا يحلها في أغلب الأحيان!
ليت كل مدير يدرس قصة الصرصور والنملة التي قرأناها قريبا في كتاب المطالعة، عندما استغلت النملة فصل الصيف بالعمل الجاد على جمع الحبوب وتخزينها استعدادًا لمواجهة أزمة برودة الشتاء، بينما كان السيد الصرصور مشغولا بالرقص والتصفير طوال ليالي الصيف!
وعندما حل فصل الشتاء واجهت النملة الأزمة بما قدمته، بينما واجه الصرصور برد الشتاء بالبكاء والتذلل للنملة، مع إلقاء اللوم على غيره!
@shlash2020